كتب : يسرا عبدالعظيم
بريطانيا تعتقل ثلاثة أشخاص في لندن بتهمة مساعدة الاستخبارات الروسية
أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب في العاصمة البريطانية لندن عن اعتقال ثلاثة رجال يشتبه في تقديمهم دعمًا لـجهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، وذلك في خطوة تُظهر تكثيف المملكة المتحدة جهودها لمواجهة التهديدات الاستخباراتية الأجنبية.
تفاصيل الاعتقال
تم توقيف المشتبه بهم (أعمارهم 44، 45، و48 عامًا) في مداهمات نفّذت في منطقتي غرب ووسط لندن.
جاء الاعتقال بموجب قانون «الأمن القومي» البريطاني لعام 2023، وبالتحديد القسم الثالث منه الذي يعاقب على تقديم المساعدة المادية لوكالة استخبارات أجنبية.
كشف القائد دومينيك مورفي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في لندن، أن السلطات لاحظت ازدياد تجنيد ما وصفهم بـ«وكلاء بدلاء» من قِبل أجهزة استخبارات أجنبية، مضيفًا: «أي شخص قد يُتواصل معه للاشتراك في نشاط لجهة أجنبية عليه أن يعِدّ نفسه للمساءلة».
التحقيقات ما تزال جارية، وعمليات تفتيش مستمرة في العناوين التي جرى فيها القبض على المشتبه بهم، وتَضمّنت مصادرة أجهزة رقمية ووثائق يُشتبه في ارتباطها بنشاط استخباراتي.
لماذا تثير هذه القضية اهتمامًا خاصًا؟
ترمز هذه الاعتقالات إلى تصاعد القلق في بريطانيا من نشاطات التجسس والاختراق التي تنظمها روسيا داخل المملكة المتحدة، وخصوصًا في ظل الحرب المستمرة في أوكرانيا. إذ تُعد بريطانيا هدفًا بارزًا لعمليات تجسس روسية، بحسب تصريحات أجهزة الأمن البريطانية.
كما أن استعمال قانون الأمن القومي الجديد يُعدّ مؤشرًا على عزم لندن على استخدام تشريعات أكثر صرامة ضد تدخلات الدول المعادية في شؤونها الداخلية.
الآثار المحتملة
دبلوماسيًا: من المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد في العلاقات البريطانية-الروسية، وربما مقابلات دبلوماسية أو طرد متبادَل لدبلوماسيين.
أمنيًا: قد يدفع الأمر إلى مضاعفة عمليات الشرطة البريطانية لمراقبة الشبكات المرتبطة بروسيا وطرد أفراد يُشتبه في انخراطهم في أنشطة استخباراتية.
تشريعيًا: يُحتمل أن يُستخدم هذا الحادث كذريعة لتوسيع صلاحيات أجهزة الأمن في المملكة المتحدة أو تشديد العقوبات على التجسس الأجنبي.
، تمثل هذه الواقعة أحد أبرز مؤشرات التحول الأمني في بريطانيا، إلى جانب تغير بيئة التهديدات التي تواجهها في العصر الحديث، حيث أصبحت التجسس واستغلال وكلاء محليين أداة أساسية في الصراعات الدولية.


