كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فرنسا العرب نيوز
كشفت التحقيقات الفرنسية الجارية حول حادثة سرقة القطع الفنية من متحف اللوفر بباريس عن مفاجأة غير متوقعة، حيث تبين أن “كاميرات المراقبة القديمة” لعبت دورًا محوريًا في تسهيل عملية السرقة التي هزّت الأوساط الثقافية والفنية حول العالم.
وأفادت مصادر أمنية فرنسية أن التحقيقات أظهرت أن عدداً من الكاميرات في الأجنحة التي تمت منها السرقة كانت تعمل بتقنيات قديمة تعود إلى أكثر من عقد، ولم تكن قادرة على التقاط صور عالية الجودة أو بث مباشر متصل بأنظمة الحماية الحديثة للمتحف. هذا القصور الأمني سمح للصوص باستغلال “ثغرة زمنية” تمكنوا خلالها من التحرك بحرية دون أن تُرصد تحركاتهم بدقة.
وقالت مديرة متحف اللوفر، لورانس دو كار، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الفرنسية، إن إدارة المتحف بدأت بالفعل في مراجعة شاملة لأنظمة المراقبة والأمن بعد اكتشاف أن بعض الأجهزة لم يتم تحديثها منذ سنوات طويلة. وأشارت إلى أن هذا الخلل “ربما كان سببًا رئيسيًا” في نجاح عملية السرقة التي وُصفت بأنها الأكثر جرأة منذ بداية القرن الحالي.
كما أكدت أن عملية المراجعة تشمل التعاون مع أجهزة الاستخبارات والشرطة الفنية، لتتبع خط سير القطع المسروقة التي يُعتقد أنها خرجت من الأراضي الفرنسية بعد وقت قصير من تنفيذ العملية. وأضافت أن هناك تنسيقاً مع الإنتربول وعدد من المتاحف الأوروبية المجاورة لمنع بيع أو تهريب أي من المقتنيات المسروقة في السوق السوداء للفن.
من جانبها، أوضحت مصادر قريبة من التحقيق أن العصابة التي نفذت السرقة استغلت فترة ازدحام زوار المتحف خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقامت بتعطيل أجهزة إنذار الحركة في إحدى القاعات الجانبية، ثم غادرت المبنى قبل أن تُكتشف الجريمة بساعات.
وأثارت الحادثة موجة غضب واسعة بين الأوساط الثقافية والفنية في فرنسا والعالم، إذ اعتبر خبراء التراث أن ما حدث “ناقوس خطر” يدق في وجه المؤسسات الثقافية الكبرى التي تعتمد على تقنيات قديمة في حماية كنوزها.
وفي الوقت ذاته، شدد وزير الثقافة الفرنسي على أن الدولة ستتخذ إجراءات عاجلة لتحديث منظومة الأمان في المتاحف الوطنية، مؤكدًا أن الحفاظ على التراث الفرنسي يمثل “مسألة أمن قومي”.
وتواصل الشرطة الفرنسية عمليات البحث المكثفة عن الجناة، فيما يترقب العالم بفارغ الصبر أي إعلان رسمي حول استعادة القطع المسروقة من أعرق متاحف العالم.


