كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فرنسا – العرب نيوز
تشهد فرنسا موجة متصاعدة من مغادرة الأثرياء ورجال الأعمال الذين يسعون لتجنب الضغوط الضريبية والاقتصادية المتزايدة، وهو ما أثار قلق الحكومة الفرنسية حول تأثير هذه الظاهرة على الاقتصاد المحلي والاستثمارات المستقبلية.
مصادر مالية كشفت أن عددًا كبيرًا من أصحاب الثروات فضل الانتقال إلى دول ذات نظام ضريبي أكثر مرونة، مثل سويسرا والمملكة المتحدة والإمارات، بهدف حماية ممتلكاتهم وتقليل العبء الضريبي. وتعتبر هذه التحركات مؤشرًا على أن السياسات الضريبية الفرنسية الحالية قد تكون سببًا رئيسيًا في فقدان فرنسا لجزء من قواها الاقتصادية التقليدية.
المحلّلون الاقتصاديون يحذرون من أن استمرار هذه الهجرة قد يؤثر على قطاعات حيوية مثل الاستثمار العقاري، الفنون، والخدمات المالية، إذ أن الأثرياء غالبًا ما يسهمون بشكل مباشر في هذه المجالات ويعدون محركًا رئيسيًا للنشاط الاقتصادي.
كما تشير تقارير إلى أن هذه الظاهرة ليست محصورة على الأثرياء الفرنسيين فحسب، بل تشمل أيضًا مقيمين أجانب في فرنسا ممن يمتلكون استثمارات كبيرة ويبحثون عن بيئة أكثر استقرارًا وتنافسية من حيث الضرائب واللوائح.
في المقابل، تحاول الحكومة الفرنسية اتخاذ تدابير للحفاظ على الأثرياء وتشجيعهم على البقاء، بما في ذلك تقديم تسهيلات ضريبية ومبادرات استثمارية جديدة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في مواجهة تدفقات الهجرة المالية.
هذه الظاهرة تفتح النقاش حول التوازن بين العدالة الضريبية وجذب الاستثمارات، ومدى قدرة فرنسا على الاحتفاظ بقوة اقتصادية مؤثرة وسط منافسة دولية متزايدة.


