كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
واشنطن – العرب نيوز
شهدت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في أعداد المواطنين الأمريكيين الذين يختارون التخلي عن جنسيتهم، في خطوة تثير جدلاً واسعًا حول دوافعها وتأثيراتها. وتشير التقارير الرسمية إلى أن ارتفاع الأعباء الضريبية، وتعقيدات القوانين المالية، إضافة إلى صعوبات السفر والهجرة، كانت من أبرز الأسباب التي دفعت العديد من الأمريكيين للتخلي عن جنسيتهم.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن آلاف الأمريكيين قدموا طلباتهم رسميًا للتخلي عن جنسيتهم في السنوات الأخيرة، وهو رقم قياسي مقارنة بالعقد الماضي. وأوضحت أن العملية ليست سهلة، إذ تتطلب إجراءات قانونية معقدة، ودفع رسوم مالية، والتأكد من عدم وجود التزامات ضريبية متأخرة.
ويشير محللون إلى أن الظاهرة تتجاوز الجانب المالي، لتشمل أسبابًا اجتماعية وسياسية، حيث يشعر البعض بعدم الانتماء أو بالإحباط من السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، مما يجعل فكرة التخلي عن الجنسية أكثر جاذبية لديهم.
وبينما يرى البعض أن التخلي عن الجنسية الأمريكية يعد خطوة رمزية نحو الحرية الفردية، يحذر خبراء القانون الدولي من تبعاتها، مثل فقدان الحقوق المدنية، وقيود السفر المستقبلية، بالإضافة إلى التأثير على الممتلكات والمصالح الاقتصادية في الداخل والخارج.
ويطرح هذا التوجه تساؤلات حول مستقبل الهجرة العالمية، والضغوط التي تواجهها الدول الكبرى في التعامل مع المواطنين المقيمين خارج أراضيها أو الذين يختارون التخلي عن جنسيتهم، وسط عالم يشهد تغيرات سياسية واقتصادية مستمرة.


