كتب : يسرا عبدالعظيم
الجزائر تتجه نحو اقتصاد بلا نقد بحلول عام 2028
أعلن محافظ بنك الجزائر، صلاح الدين طالب، عن خطة طموحة تهدف إلى تحقيق معاملات مالية دون استخدام النقد بحلول عام 2028، في خطوة تُعدّ من أبرز ملامح التحول الرقمي الذي تشهده البلاد نحو اقتصاد أكثر عصرية واستدامة.
استراتيجية وطنية للتحول إلى “اقتصاد رقمي”
وأوضح المحافظ في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية أن هذه الخطة تأتي ضمن الاستراتيجية التي وضعتها اللجنة الوطنية للدفع، التي أُنشئت العام الماضي لتطوير وسائل الدفع الحديثة وتسهيل العمليات البنكية، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيس منها هو تسريع رقمنة النظام المالي والمصرفي الوطني.
وأشار إلى أن القانون النقدي والمصرفي الجديد يُكرّس هذا التوجه، من خلال التزام واضح بـ عصرنة البنوك وتوسيع استخدام الدفع الإلكتروني في جميع التعاملات اليومية، سواء للأفراد أو المؤسسات.
اقتصاد مرن ونمو مستدام
وأكد طالب أن الجزائر أثبتت مرونة اقتصادية قوية خلال السنوات الأخيرة، بفضل النمو المستدام في القطاعات غير النفطية، واحتياطيات صرف مريحة، وديون خارجية شبه منعدمة، إضافة إلى تراجع ملموس في نسب التضخم.
كما أشار إلى أن قطاع البنوك في الجزائر أظهر صلابة كبيرة في مواجهة الأزمات، واستطاع الحفاظ على استقراره رغم الصدمات الاقتصادية العالمية.
انخفاض التضخم وتحفيز التمويل البنكي
وكشف محافظ البنك أن نسبة التضخم في البلاد انخفضت إلى 2.66% في أغسطس 2025، وهو مستوى أقل من الهدف الذي وضعته السياسة النقدية، ما دفع المجلس النقدي والمصرفي إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25% ليستقر عند 2.75%، في خطوة تهدف إلى تشجيع تمويل الاقتصاد الوطني عبر النظام المصرفي.
نحو منظومة مالية رقمية متكاملة
ويُتوقع أن تُحدث هذه الخطوات نقلة نوعية في البنية المالية الجزائرية، مع تعزيز الشمول المالي وتوسيع قاعدة المستخدمين للخدمات البنكية الإلكترونية. كما ستسهم في الحد من الاقتصاد الموازي وتقليص تداول الأموال النقدية، بما يرفع من كفاءة النظام المالي ويزيد من الشفافية.
بهذه الرؤية، تمضي الجزائر بثبات نحو اقتصاد رقمي متكامل، يواكب التحولات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية، ويضع البلاد على مسار تنمية مستدامة قائمة على الابتكار والشفافية والفعالية المصرفية.


