كتب : يسرا عبدالعظيم
الحوثيين “أنصار الله”: الحل السياسي في اليمن «لم يعد ممكنًا» ودعوة لحشد شعبي تحريري
أثارت تصريحات لعضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي، جدلاً واسعًا داخل المشهد اليمني والخارجي بعد قوله إن الحل السياسي للأزمة لم يعد ممكنًا، واتّهامه قوى دولية وغربية بالسعي لإدامة الصراع في البلاد من خلال إبقاء أملٍ سطحيّ في السلام.
ما قاله البخيتي
في تصريحات نُشرت مؤخرًا، اعتبر البخيتي أن القرار في اليمن لم يعد بيد القوى المحلية التقليدية بل بيد ما وصفهم بـ«المرتزقة» الذين لهم مصالح مرتبطة باستمرار الأزمة. وأضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا تسعيان، بحسبه، إلى إبقاء نزاع اليمن مفتوحًا عبر خلق انطباع زائف بإمكانية حل سياسي سريع.
ورغم وصفه أن الحسم العسكري خيار «مكلّف جدًا»، دعا البخيتي في الوقت نفسه إلى ما أسماه “تسليح الوعي” وحشد شعبي عريض «من صعدة إلى المهرة» بهدف «تحرير البلاد واستعادة ثرواتها»، مؤكّدًا أن ما يطرحه هو مشروع حرب تحرير يجب أن يشارك فيه كل من يعتبرون أنفسهم جزءًا من الوطن لمنع تحويله إلى صراع داخلي ممزق.
دلالات التصريحات
تحوّل لهجوي واضح: تمثّل تصريحات البخيتي تحولًا لافتًا في لغة الحركة، من الدعوة إلى الحلول السياسية أو التفاوض، إلى نبرة أقوى تحضّ على التعبئة الشعبية كبديل عن المسار السياسي.
تجاذبات إقليمية ودولية: الاتهامات الموجّهة للولايات المتحدة وبريطانيا تُعيد تأكيد البُعد الإقليمي والدولي للصراع اليمني، وتبرز الخلافات في قراءة دوافع اللاعبين الخارجيين.
مخاطر اندلاع واسع: دعوات الحشد الشعبي وتحريك «جبهات» عبر محافظات شاسعة قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني وتوسّع رقعة المعارك إن تلبّتها تحركات ميدانية فعلية.
احتماليات رد الفعل والآثار المحتملة
داخليًا: قد تثير التصريحات ردود فعل متباينة بين الفعاليات الجنوبية والشمالية والقوى السياسية الممثلة في الحكومة والمجلس الرئاسي، مع مخاوف من تصعيد جديد أو إعادة انتشار لعمليات عسكرية محلية.
إقليميًا: قد تؤدي مثل هذه الخطابات إلى تزايد القلق الإقليمي، خصوصًا من دول الجوار والمنخرطة في المسار السياسي أو العسكرية في اليمن.
دوليًا: يمكن أن تؤثر على جهود الوساطة والمبادرات الدولية لإحياء المسار السياسي، وتُقوّض فرص العودة السريعة للمفاوضات إذا بدأت خطابًا بديلًا يستهدف التعبئة الميدانية.
الصراع اليمني دخل منذ سنوات في دائرة معقّدة من التدخلات الإقليمية والانقسامات الداخلية، مع محاولات دورية للوساطة ووقف إطلاق نار متقطع، في حين تستمر تبعات الحرب بحملات إنسانية مدمرة واقتصاد منهك. وتصريحات مثل تلك الصادرة عن مسؤول رفيع في حركة أنصار الله تُعدّ مؤشرًا حساسًا على مدى صعوبة التوصل إلى تفاهمات طويلة الأمد في ظل المصالح المتشابكة.
تصريحات محمد البخيتي تمثّل إشارة إلى تدهور إمكانية الحل السياسي وفق وجهة نظر حركة أنصار الله، وتفتح فصلًا جديدًا من الأسئلة حول مستقبل المساعي الدبلوماسية وإمكانية تفتيت أي أفق للتسوية ما لم تتوقف خطابات التصعيد وتُستأنف قنوات التفاوض. تبقى المعركة – إن دخلت طور التعبئة الشعبية الواسعة – محفوفة بمخاطر إنسانية وسياسية كبيرة على اليمن والمنطقة.


