كتب : دينا كمال
أسواق العالم تترقب تحركات الفيدرالي الأميركي وسط تراجع الدولار وارتفاع قياسي للذهب
شهدت الأسواق المالية العالمية اليوم الأربعاء حالة من الترقب والحذر مع اقتراب قرارات جديدة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، في وقت واصل فيه الدولار الأميركي تراجعه أمام العملات الرئيسية، بينما حقق الذهب قفزة تاريخية جديدة مسجلًا أعلى مستوياته على الإطلاق.
فقد ارتفعت المؤشرات الآجلة للأسهم الأميركية مع بداية جلسات اليوم، حيث صعد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 0.4%، في حين زاد مؤشر “ناسداك” بنحو 0.6% مدعومًا بمكاسب قطاع التكنولوجيا، بينما استقر مؤشر “داو جونز” حول مستوياته السابقة، وسط توقعات بأن يواصل المستثمرون إعادة تقييم استراتيجياتهم في ظل تباطؤ الاقتصاد الأميركي وتزايد الرهانات على خفض الفائدة خلال الربع الأول من العام المقبل.
وفي أسواق العملات، تراجع مؤشر الدولار (DXY) إلى نحو 98.8 نقطة، متأثرًا بتصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول التي ألمح فيها إلى أن البنك المركزي “سيتحرك بحذر” خلال الاجتماعات القادمة، مع مراقبة آثار السياسة النقدية المشددة على سوق العمل ومعدلات التضخم.
وقال محللون اقتصاديون إن ضعف الدولار جاء نتيجة توقعات الأسواق بتقليص الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا، وهو ما انعكس إيجابًا على العملات المنافسة مثل اليورو والجنيه الإسترليني، اللذين شهدا ارتفاعات طفيفة خلال تعاملات اليوم.
أما في أسواق المعادن الثمينة، فقد واصل الذهب تألقه مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا بلغ 4,200 دولار للأونصة، مدفوعًا بموجة إقبال قوية من المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق وتراجع عوائد السندات الأميركية.
وأرجع خبراء هذا الصعود القياسي إلى تزايد الطلب من البنوك المركزية الآسيوية، بالإضافة إلى تصاعد المخاوف الجيوسياسية في آسيا وأوروبا، مما عزز من مكانة الذهب كأصل استثماري موثوق في فترات عدم اليقين.
وأشار المحلل المالي مارك ويليامز إلى أن “الذهب يعيش واحدة من أقوى موجات الارتفاع في تاريخه الحديث، وقد يستهدف مستوى 4,300 دولار خلال الأسابيع المقبلة إذا استمر الضغط على الدولار”.
في المقابل، حافظت أسواق النفط العالمية على استقرار نسبي، إذ جرى تداول خام برنت حول مستوى 82 دولارًا للبرميل، مع تراجع المخزونات الأميركية واستمرار التوترات في بعض مناطق الإنتاج العالمية.
ويجمع مراقبون على أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة للأسواق العالمية، خاصة مع ترقب المستثمرين لنتائج موسم الأرباح في الولايات المتحدة، ووضوح توجهات الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، إضافة إلى تطورات الأوضاع الاقتصادية في الصين التي تشكل عاملًا مؤثرًا في حركة التجارة والطلب العالمي.
وبينما يتجه بعض المستثمرين نحو الأصول الآمنة، يواصل آخرون الرهان على انتعاش أسواق الأسهم في حال اتخاذ قرارات تحفيزية جديدة، مما يجعل أكتوبر الجاري واحدًا من أكثر الشهور تقلبًا في عام 2025.


