كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
دمشق –العرب نيوز
تشهد سوريا في الآونة الأخيرة تحركات سياسية واقتصادية متسارعة تهدف إلى إعادة رسم ملامح مرحلة جديدة بعد أكثر من عقد من الصراع، وسط جهود إقليمية ودولية لإعادة دمج دمشق في محيطها العربي واستعادة التوازن الداخلي.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الحكومة السورية تعمل على تنفيذ خطة لإصلاح البنية الإدارية والاقتصادية، تشمل تحديث القوانين الاستثمارية وإعادة تأهيل المرافق الحيوية في عدد من المحافظات التي شهدت دمارًا واسعًا خلال سنوات الحرب.
وفي الجانب السياسي، تواصل دمشق تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، خصوصًا بعد عودتها إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، في خطوة وصفت بأنها “نقطة تحول” نحو استعادة سوريا لدورها الإقليمي التقليدي.
كما تتجه الحكومة إلى فتح قنوات جديدة للتعاون مع روسيا وإيران والصين، من خلال مشاريع بنية تحتية وإعادة إعمار، إضافة إلى تطوير قطاع الطاقة والنقل.
وفي الوقت ذاته، تتابع الأمم المتحدة مسار العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة برعاية المبعوث الأممي، وسط دعوات دولية إلى إطلاق مصالحة وطنية شاملة تضمن وحدة البلاد وتحقيق الاستقرار الدائم.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تواجه سوريا تحديات معيشية حادة نتيجة تراجع الليرة وارتفاع الأسعار، غير أن الحكومة تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسينًا تدريجيًا في الخدمات وإعادة فتح بعض القطاعات الإنتاجية، بدعم من الشركاء الإقليميين.
ويرى مراقبون أن المشهد السوري يدخل مرحلة “إعادة التوازن” بين الأمن والتنمية، مع مؤشرات على انفتاح محدود في العلاقات الخارجية، خاصة مع دول الجوار العربي التي بدأت باستعادة التبادل التجاري وفتح خطوط النقل المباشر.
ويعتبر كثير من المراقبين أن “سوريا الجديدة” التي تتشكل اليوم قد تكون ثمرة لتفاهمات إقليمية أوسع تهدف إلى إنهاء عزلة البلاد وتهيئة الأرضية لمرحلة استقرار نسبي بعد سنوات طويلة من الحرب والتجاذبات السياسية.
عدد المشاهدات: 0


