كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بكين – العرب نيوز
أعلنت الصين رسميًا اليوم الثلاثاء بدء تطبيق رسوم موانئ خاصة على السفن الأمريكية، في خطوة وصفت بأنها رد مباشر على الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها واشنطن مؤخرًا ضد عدد من الشركات الصينية، ما يشير إلى تصاعد جديد في حدة التوتر التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
ووفق بيان أصدرته الإدارة الصينية للموانئ والنقل البحري، فإن القرار يقضي بفرض رسوم إضافية على دخول السفن التجارية الأمريكية إلى الموانئ الصينية اعتبارًا من منتصف أكتوبر الجاري، تشمل سفن الشحن والحاويات وناقلات النفط، موضحة أن الهدف هو “تحقيق مبدأ المعاملة بالمثل” بعد فرض الولايات المتحدة قيودًا تجارية على شركات النقل الصينية العاملة في الموانئ الأمريكية.
وأكد البيان أن الإجراء يأتي “لحماية المصالح الوطنية للصين وصون العدالة التجارية”، مشيرًا إلى أن الرسوم الجديدة ستُحدد وفقًا لنوع السفينة وحمولتها، مع إعفاء محدود للسفن المشاركة في عمليات إنسانية أو إغاثية.
وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من القرارات الأمريكية الأخيرة التي شملت فرض تعريفات جديدة على واردات التكنولوجيا الصينية، ومنع بعض الشركات من الوصول إلى التقنيات المتقدمة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية، وهو ما أثار استياء بكين التي اعتبرت تلك الإجراءات “محاولات لإبطاء نموها الصناعي والتكنولوجي”.
ويرى محللون أن الرسوم الجديدة تمثل بداية مرحلة جديدة من “الحرب الاقتصادية الباردة” بين واشنطن وبكين، حيث تسعى كل منهما إلى استخدام أدواتها التجارية والبحرية للضغط على الطرف الآخر. كما يُتوقع أن ينعكس القرار الصيني على حركة الشحن العالمية وأسعار النقل البحري، خصوصًا أن الموانئ الصينية تُعد من الأكبر والأكثر نشاطًا في العالم.
وفي أول رد أمريكي، قال متحدث باسم وزارة التجارة في واشنطن إن بلاده “تدرس تداعيات الخطوة الصينية” وإنها “سترد بطريقة تحمي مصالح الشركات الأمريكية”، داعيًا بكين إلى التراجع عن الإجراءات “التي تضر بالاقتصاد العالمي ولا تخدم الاستقرار التجاري”.
من جانبها، حذّرت غرفة التجارة الأمريكية في الصين من أن القرار قد يؤدي إلى “اضطرابات إضافية في سلاسل الإمداد العالمية”، خاصة في ظل التوترات القائمة في مضيق تايوان والبحر الجنوبي.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه المواجهة الجديدة في قطاع النقل البحري قد تكون مقدمة لتوترات أوسع تشمل قطاعات الطاقة والتكنولوجيا، في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي الحيلولة دون انزلاق العلاقات بين البلدين إلى مواجهة اقتصادية شاملة قد تهز استقرار الأسواق العالمية.


