كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
غزة – العرب نيوز
كشفت مصادر مطلعة أن حركة حماس أبلغت الوسطاء الإقليميين والدوليين بتعذر الوصول إلى جثث عدد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وذلك بسبب حجم الدمار الكبير الذي لحق بعدة مناطق من القطاع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أشهر.
وقالت المصادر، إن الحركة أوضحت للوسطاء أن العديد من المواقع التي يُعتقد أن الرهائن كانوا محتجزين أو محتجزين سابقًا فيها، تعرضت للقصف الشديد والانهيارات نتيجة الغارات الإسرائيلية، مما جعل من المستحيل تحديد مواقع الجثامين أو استخراجها في الوقت الحالي.
وأشارت التقارير إلى أن هذا التطور جاء خلال جولة اتصالات جديدة بين حماس والوسطاء من مصر وقطر، في إطار الجهود المستمرة للتوصل إلى مرحلة جديدة من اتفاق تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل، بعد توقف المفاوضات خلال الأسابيع الماضية بسبب الخلافات حول شروط التنفيذ ومراحل التسليم.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تلقت تقارير من الوسطاء حول هذه المستجدات، وأنها تعتبر ما أعلنته حماس “جزءًا من محاولات المراوغة لتخفيف الضغوط”، بينما ترى أطراف الوساطة أن الواقع الميداني المعقد في غزة يجعل من هذا الاحتمال أمرًا واقعيًا، خصوصًا في المناطق التي تعرضت لتدمير شبه كامل.
وأكد مصدر قريب من ملف الوساطة أن الموقف الإنساني في غزة “زاد تعقيدًا بشكل غير مسبوق”، مشيرًا إلى أن الأنفاق والملاجئ التي كانت تُستخدم لإخفاء الرهائن أصبحت تحت الركام في كثير من المناطق الشمالية، وأن عمليات البحث تحتاج إلى معدات متقدمة وظروف ميدانية غير متوفرة حاليًا.
من جانب آخر، نقلت تقارير فلسطينية أن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها لا تزال تمتلك معلومات محدودة عن أماكن عدد من المفقودين الإسرائيليين، وأنها مستعدة للتعاون عبر أطراف دولية محايدة لتأكيد هذه المعلومات إذا توقفت الغارات مؤقتًا للسماح بعمليات البحث.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على الجانبين لاستئناف المفاوضات الإنسانية، وسط تحذيرات من منظمات أممية من تدهور الأوضاع في القطاع وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
ويُذكر أن ملف الرهائن يشكل أحد أعقد الملفات في الحرب الجارية على غزة، حيث تؤكد إسرائيل أن لديها أكثر من مئة رهينة لم يتم الإفراج عنهم أو معرفة مصيرهم حتى الآن، فيما تقول حماس إن عدداً منهم قُتل تحت القصف الإسرائيلي الذي طال مناطقهم قبل أشهر.


