كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
القدس – العرب نيوز
في تصريحات أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية والإسرائيلية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “المعركة لم تنتهِ بعد”، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل تنفيذ أهدافها العسكرية والأمنية في قطاع غزة، رغم التقدم في تنفيذ اتفاقات تبادل الأسرى التي تمت برعاية دولية.
وأضاف نتنياهو، في خطاب بثّه التلفزيون الإسرائيلي مساء اليوم، أنه يشعر بـ”حزن وألم” على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة التبادل الأخيرة، معتبرًا أن القرار كان ضروريًا لتحقيق “أهداف استراتيجية عليا”، لكنه شدد على أن إسرائيل “لن تتهاون في ملاحقة من يهدد أمنها”، على حد قوله.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية “لن تتوقف عند هذه المرحلة”، وأن الجيش سيواصل عملياته حتى تحقيق ما وصفه بـ”القضاء الكامل على قدرات حركة حماس العسكرية”، مؤكدًا أن هناك أهدافًا ما زالت قيد التنفيذ، تشمل “تحييد البنية التحتية العسكرية” في شمال غزة وملاحقة “القيادات الإرهابية” حسب تعبيره.
كما تطرق نتنياهو إلى الانتقادات الداخلية التي تواجه حكومته بسبب الصفقات الأخيرة، قائلاً إن القرارات التي اتخذتها الحكومة “كانت مؤلمة لكنها ضرورية”، مضيفًا أن القيادة “تعمل بعقلانية ومسؤولية، وليس بردود فعل عاطفية”.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الساحة الإسرائيلية انقسامًا واضحًا حول سياسة الحكومة بعد أشهر من الحرب على غزة، وسط تصاعد الدعوات في الشارع الإسرائيلي لمحاسبة القيادات السياسية والعسكرية على ما يعتبره البعض “إخفاقات كبيرة” في إدارة الصراع.
ومن جانب آخر، أكدت مصادر سياسية أن نتنياهو يسعى إلى ترميم صورته الداخلية بعد تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، عبر الظهور بمظهر “القائد الحازم” الذي لا يرضخ للضغوط، بينما تشير تقديرات أمنية إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيدًا محدودًا في العمليات داخل غزة والضفة الغربية.
ويأتي خطاب نتنياهو في ظل ضغوط دولية متزايدة لدفع الأطراف نحو التهدئة، خاصة بعد تحذيرات من منظمات إنسانية من تفاقم الأزمة في قطاع غزة، الذي يشهد أوضاعًا مأساوية نتيجة القصف المستمر ونقص الإمدادات الأساسية.
عدد المشاهدات: 0


