كتب : دينا كمال
دراسة بريطانية تكشف عن مشكلات سمعية وبصرية لدى من تجاوزوا الخمسين
كشفت دراسة بريطانية أن ملايين الأشخاص فوق سن الخمسين في المملكة المتحدة يعانون من مشكلات غير مشخصة في البصر أو السمع، ما يؤكد الحاجة إلى إجراء فحوصات منتظمة لهذه الفئة العمرية.
وأوضح الأطباء المشاركون في البحث، وفق ما نشرته صحيفة “الجارديان”، أن النتائج “مثيرة للقلق العميق”، محذرين من أن المصابين معرضون لخطر السقوط والانعزال الاجتماعي، إذ لا يستطيع واحد من كل أربعة أشخاص تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر، أي نحو 6.7 مليون شخص، الرؤية بوضوح بإحدى العينين أو كلتيهما، وفقًا للمرحلة التجريبية من الدراسة الوطنية لصحة العين والسمع في المملكة المتحدة.
وبيّنت الدراسة، التي تُعد الأولى من نوعها، أن ثلاثة من كل أربعة من كبار السن في بريطانيا، أي ما يقرب من 20.3 مليون شخص، يعانون من شكل من أشكال فقدان السمع في إحدى الأذنين أو كلتيهما. وأشار خبراء البصر والسمع المشاركون إلى أن البحث كشف عن “فقدان حسي خفي على نطاق واسع”، دون إدراك كثير من المتضررين لحالتهم.
وأكد الباحث الرئيسي في الدراسة، روبرت بورن، أن الأرقام مثيرة للقلق الشديد، موضحًا أنها تُظهر إهمالًا للصحة حتى بين الفئات الأكثر عرضة للخطر، مما يعني ضياع فرص مهمة للوقاية من فقدان البصر والسمع الذي يمكن تجنبه.
واستندت النتائج إلى فحص أكثر من 500 شخص تزيد أعمارهم على 50 عامًا، يعيشون في المنازل أو في دور الرعاية في منطقتي بيتربورو وكامبريدجشاير.
ورغم أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تقدم فحوصات مجانية للعيون بدءًا من سن الستين، أظهرت الدراسة أن واحدًا من كل أربعة ممن تجاوزوا الخمسين يعانون من ضعف البصر في إحدى العينين أو كلتيهما، وهو أمر كان يمكن تفاديه في كثير من الحالات.
وأوضحت النتائج وجود حاجة ملحة لتحسين صحة البصر والسمع، إذ أكد العديد ممن خضعوا للفحص أن سمعهم أفضل مما أظهرته الاختبارات.
كما أشارت النتائج إلى أن فقدان السمع والبصر يزيد من خطر الإصابة بالخرف، وفقًا لتقرير صادر عن لجنة مجلة لانسيت الطبية، التي نشرت أحدث نتائجها في يوليو من العام الماضي، حيث حدّدت الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وتلوث الهواء وسوء التغذية كعوامل خطر أخرى.
وقدّرت الدراسة أن فقدان البصر يكلف المملكة المتحدة نحو 58 مليار جنيه إسترليني سنويًا، بسبب انخفاض الإنتاجية والعبء المالي على هيئة الخدمات الصحية ونظام الرعاية والأسر ومقدمي الدعم.


