كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تل أبيب – العرب نيوز
وصلت إلى إسرائيل أمس دفعة من القوات الأمريكية تضم نحو 200 جندي، في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين واشنطن وتل أبيب، وسط تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة. وأفادت شبكة ABC News الأمريكية بأن هذه القوات جاءت ضمن مهمة محددة لدعم الدفاع الجوي وتعزيز جاهزية القوات الإسرائيلية في مواجهة أي تهديدات محتملة.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن هذه الخطوة تأتي في أعقاب تقييم مشترك للوضع الأمني في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد سلسلة من الأحداث العسكرية الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والحدود الإسرائيلية الشمالية. وأضافوا أن القوات الأمريكية ستعمل على تقديم الدعم الفني واللوجستي والتدريبي، بما يشمل أنظمة الدفاع الصاروخي والقدرات الاستخباراتية المتقدمة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً، حيث تتزايد المخاوف من احتمال اندلاع مواجهات جديدة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة، إضافة إلى التوترات في الجبهات الإقليمية المجاورة. ويشير مراقبون إلى أن وجود القوات الأمريكية يهدف إلى تعزيز الردع وتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل، لكنه في الوقت نفسه قد يزيد من حساسية الوضع ويثير ردود فعل على المستوى الدولي.
من جانبها، شددت السلطات الإسرائيلية على أن وصول هذه القوات يأتي في إطار اتفاقيات الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة، وأن مهمتها محدودة وغير مرتبطة بأي عمليات هجومية، بل تركز على التدريب والتأهيل ودعم منظومات الدفاع الصاروخي والحماية المدنية. وأكد الجيش الإسرائيلي أن التنسيق مع القوات الأمريكية سيتم بشكل كامل لضمان عدم وقوع أي حوادث غير مقصودة خلال التحركات الميدانية.
وفي واشنطن، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن إرسال هذه القوات هو جزء من التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها، وأن المهمة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي ورفع مستوى التنسيق العسكري مع إسرائيل، دون الإشارة إلى أي خطط لتوسيع المشاركة الأمريكية على الأرض.
ويعتبر هذا التحرك جزءاً من سلسلة إجراءات اتخذتها واشنطن مؤخراً لتعزيز أمن إسرائيل، تشمل تدريبات مشتركة، تبادل معلومات استخباراتية، وتوريد أنظمة متقدمة للدفاع الصاروخي، في ظل مخاوف من تصعيد محتمل على عدة جبهات إقليمية.
ويشير محللون سياسيون إلى أن وصول القوات الأمريكية يعكس حالة القلق الإقليمي والدولي تجاه الوضع الأمني في الشرق الأوسط، ويؤكد على دور واشنطن الفاعل في حماية حلفائها، لكنه يضع إسرائيل أمام مسؤولية إضافية في إدارة التوترات الداخلية والخارجية بطريقة دقيقة لتجنب أي اشتباك غير محسوب.


