كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
ميانمار – العرب نيوز:
في تطور جيولوجي يثير المخاوف من نشاط زلزالي متزايد في المنطقة، أعلن المركز القومي الهندي لرصد الزلازل أن ميانمار تعرضت، صباح الجمعة، لهزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر، هي الرابعة خلال أسبوع واحد فقط، في مؤشر واضح على اضطراب القشرة الأرضية في البلاد والمناطق المحيطة بها.
وأوضح المركز، في بيان رسمي، أن مركز الزلزال تم تحديده عند خط عرض 18.49 شمالًا وخط طول 93.80 شرقًا، وعلى عمق ضحل يبلغ نحو 10 كيلومترات تحت سطح الأرض، وهو ما يجعل تأثيره أكثر وضوحًا على المناطق القريبة من بؤرته. ولم ترد حتى الآن تقارير مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية جسيمة، لكن السلطات المحلية تواصل مراقبة الوضع عن كثب.
وأشار خبراء الزلازل إلى أن ميانمار تقع على حزام زلزالي نشط يمتد عبر الحدود مع الهند وبنغلاديش والصين، ما يجعلها من أكثر مناطق آسيا عرضة للهزات الأرضية المتكررة. وأكدوا أن تتابع الزلازل بهذا الشكل خلال فترة وجيزة “يدق ناقوس الخطر”، ويدعو إلى تعزيز إجراءات الوقاية والسلامة في المناطق المأهولة بالسكان، خصوصًا في المناطق الغربية من البلاد.
وخلال الأيام الماضية، شهدت ميانمار سلسلة من الزلازل المتوسطة:
في 6 أكتوبر، هزة بلغت قوتها 3.6 درجة على عمق 73 كيلومترًا.
في 5 أكتوبر، هزة بقوة 3.7 درجة على عمق 88 كيلومترًا.
في 3 أكتوبر، زلزال آخر بقوة 3.3 درجة على عمق 90 كيلومترًا.
وتشير هذه البيانات إلى تصاعد في النشاط الزلزالي، ما دفع السلطات إلى وضع خطط طوارئ تحسبًا لأي هزة أقوى قد تحدث خلال الأيام المقبلة.
ويرى مختصون أن طبيعة الهزات الضحلة — مثل زلزال اليوم — تجعلها أكثر خطورة من تلك التي تقع في أعماق أكبر، لأنها تولد اهتزازات قوية تصل إلى السطح بسرعة، وقد تتسبب بأضرار للبنى التحتية أو انهيارات في المباني القديمة.
ويتابع المركز الهندي، بالتنسيق مع نظيره في بانكوك، رصد النشاط الزلزالي في المنطقة بدقة، مؤكدًا أن الوضع “قيد المراقبة المستمرة” وأنه سيتم إصدار تحذيرات فورية في حال تسجيل أي نشاط استثنائي جديد.
بهذا، تعود ميانمار إلى واجهة الأحداث الطبيعية في جنوب شرق آسيا، حيث تتكرر الزلازل بوتيرة لافتة في وقت تسعى فيه السلطات إلى التخفيف من آثارها على السكان والبنية التحتية، وسط دعوات دولية لتطوير منظومات الإنذار المبكر وتوعية المواطنين بطرق التعامل مع الكوارث الطبيعية.


