كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فنزويلا | العرب نيوز
أحدث فوز المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 ضجةً عالمية، ليس فقط بسبب نضالها الطويل ضد نظام نيكولاس مادورو، بل أيضًا بسبب مواقفها السياسية المثيرة للجدل ودعمها العلني لكلٍّ من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ماتشادو، التي تُعد من أبرز رموز المعارضة الفنزويلية، عُرفت بخطابها الصريح ضد الاستبداد والفساد، ودعت مرارًا إلى انتقال ديمقراطي سلمي في بلادها. وقد اعتبرتها لجنة نوبل “صوتًا حرًّا يعبّر عن تطلعات الشعب الفنزويلي إلى الحرية والعدالة”، إلا أن إعلان فوزها أثار انقسامًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والإعلامية.
ففي أول تصريحاتها بعد الفوز، وجّهت ماتشادو الشكر للرئيس السابق ترامب، مؤكدة أن دعمه “كان حاسمًا في إبقاء قضية فنزويلا على جدول المجتمع الدولي”، كما أثنت على نتنياهو معتبرة أن “إسرائيل تقف في الخط الأمامي للدفاع عن العالم الحر في وجه الإرهاب”، ما جعل البعض يتهمها بأنها تمثل “تيارًا يمينيًا مؤيدًا للسياسات الغربية والإسرائيلية”.
وتؤكد ماتشادو، البالغة من العمر 58 عامًا، أنها لا ترى في مواقفها السياسية تعارضًا مع مبادئ السلام، بل امتدادًا لها، قائلة في مؤتمر صحفي: “السلام لا يُبنى بالضعف، بل بالقوة الأخلاقية والوضوح في مواجهة الديكتاتورية والإرهاب”.
في المقابل، وصف مسؤولون في حكومة مادورو الجائزة بأنها “مسيّسة” وتستهدف تشويه صورة فنزويلا، معتبرين أن اختيار ماتشادو يعبّر عن “توجّه غربي لدعم المعارضة الموالية لواشنطن وتل أبيب”.
ورغم الجدل، يرى مراقبون أن فوزها يعكس اهتمام المجتمع الدولي المتزايد بقضية الحريات في أميركا اللاتينية، وأن ماتشادو أصبحت اليوم رمزًا جديدًا لمعركة الديمقراطية، حتى لو كان طريقها محفوفًا بالانتقادات والانقسامات.


