كتب : يسرا عبدالعظيم
أسعار الذهب تحلق إلى أعلى مستوياتها في التاريخ متجاوزة عتبة 4000 دولار
حققت أسعار الذهب ارتفاعًا تاريخيًّا بعد أن اخترقت عقود المعدن الثمين حاجز 4000 دولار للأوقية، في تحول كاسح يعكس زخمًا غير مسبوق في الأسواق العالمية. وتُشير التقارير إلى أن هذا الرقم يُعد الأعلى في تاريخ تداول الذهب، ويُرمّز إلى مدى التوترات الاقتصادية والمالية العالمية التي دفعت المستثمرين إلى الملاذات الآمنة.
شهدت العقود الآجلة للذهب تفاعلًا نشطًا خلال جلسات التداول الأخيرة، إذ تجاوزت المستويات القياسية السابقة، مدعومة بإقبال متزايد من المستثمرين الدوليين على المعادن الثمينة كدرع ضد المخاطر. ووفقًا لتقارير عدة مصادر اقتصادية، فإن هذا الصعود المفاجئ يعزى إلى عدة عوامل رئيسية:
الاضطرابات الجيوسياسية والضبابية في السياسات المالية، التي عززت الطلب على الذهب كأصل آمن.
توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، خصوصًا الفيدرالي الأمريكي، ما يقلل تكلفة الاحتفاظ بالمعدن ويزيد جاذبيته.
تدفقات كبيرة إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب (ETFs)، ما زاد من حجم الطلب على الذهب الفعلي والعقود المستقبلية.
انخفاض قيمة الدولار الأمريكي في بعض الفترات، ما جعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين بعملات أخرى.
التحليل الفني للعقد الآجل يُشير إلى أن مستوى 4000 دولار كان عائقًا نفسيًا كبيرًا، لكن تجاوزه الآن يفتح المجال نحو احتمالات صعود إضافية، مع ترقب وسط الأسواق لأي تصحيح مؤقت بعد هذا الارتفاع القوي.
ومع هذا الإنجاز القياسي، يراقب المتعاملون والعاملون في القطاعات التابعة، مثل شركات التعدين وصياغة الذهب، عن كثب انعكاسات هذا الصعود على أسواقهم. فارتفاع سعر الذهب قد يدعم أرباح الشركات المنتجة، لكنه في المقابل قد يضغط على الطلب في القطاعات التي تعتمد على المعدن كمادة خام.
في خضم هذا السياق، يبدو أن الذهب دخل مرحلة جديدة من الاعتبار كأحد أركان الاستقرار في محافظ المستثمرين، لا سيما في أوقات الاضطراب المالي والعالمي. ومن المنتظر أن تُسجّل الأيام القادمة المزيد من التقلبات والتحديات التي ستختبر قوة هذا الصعود والاستدامة خلفه.


