كتب : دينا كمال
نفوذ هائل لـ”إنفيديا”.. غوغل وأمازون تُخطِران هوانغ بخطط شرائحهما
تحوّل جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، إلى إحدى أقوى الشخصيات في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حتى باتت شركات عملاقة مثل “غوغل” و”أمازون” تُخطِره مسبقًا بأي خطوة تتعلق بتصميم شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتجنّب المفاجآت.
أشارت منصة “The Information” إلى أن مكانة هوانغ في صناعة الذكاء الاصطناعي بلغت حدًا جعل قادة الشركات المنافسة يظهرون له احترامًا وحذرًا غير مسبوق، رغم سعي هذه الشركات في الوقت نفسه إلى تقليل اعتمادها على معالجات “إنفيديا”.
تُعدّ وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) التي تطوّرها “إنفيديا” الركيزة الأساسية لمعظم أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة وخدمات الحوسبة السحابية وتشغيل مراكز البيانات حول العالم.
جعلت هذه السيطرة من الصعب على أي شركة كبرى، حتى “غوغل” و”أمازون”، العمل دون المرور عبر “إنفيديا”.
يقول المطلعون إن السبب بسيط: “أعمال الحوسبة السحابية لدى أمازون وغوغل لا يمكن أن تستمر دون الوصول إلى وحدات إنفيديا”.
وفي حين يعمل عملاقا التكنولوجيا على تطوير شرائحهما الخاصة لتقليل الاعتماد على “إنفيديا”، ما تزال أكبر مشاريع الذكاء الاصطناعي لديهما تعتمد بشكل شبه كامل على معالجات الشركة.
أوضحت تقارير أن مشروعًا واحدًا فقط بين “OpenAI” و”إنفيديا” قد يحتاج إلى ما بين 4 إلى 5 ملايين وحدة معالجة.
وصف أحد التنفيذيين في شركة Quanta AI حجم الطلب على خوادم إنفيديا من طراز GB300 بأنه “يفوق الخيال”.
أصبح من المستحيل تقريبًا تنفيذ مشروع ضخم في مجال الذكاء الاصطناعي من دون علم هوانغ أو موافقته الضمنية.
ورغم محاولات “AMD” و”إنتل” اللحاق بشركة إنفيديا، ما تزال الفجوة التقنية واسعة، فالأولى لم تنجح بعد في تقليص المسافة، بينما تبدو الثانية “خارج اللعبة تقريبًا”.
يرى مراقبون أن النفوذ الهائل الذي يتركّز في يد شركة واحدة يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذا الوضع في المدى الطويل.
ومع أن مستقبل السوق قد يشهد تغيّرًا تدريجيًا إذا نجحت “أمازون” و”غوغل” في تطوير بدائلها، يشير الواقع الحالي إلى أن هوانغ ما يزال “عرّاب الذكاء الاصطناعي” الذي تدور حوله الصناعة بأكملها.


