كتب : يسرا عبدالعظيم
انتحار جندي إسرائيلي أمام القطار في حولون يسلط الضوء على أزمة الصحة النفسية بالجيش
أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء الخميس 25 سبتمبر 2025، بأن جنديًا إسرائيليًا ألقى بنفسه أمام عجلات قطار في محطة “وولفسون” بمدينة حولون وسط فلسطين المحتلة، مما أدى إلى وفاته على الفور.
حتى الآن، لم تُكشف هوية الجندي أو دوافعه، فيما لم تُصدر السلطات الإسرائيلية أي بيان رسمي بشأن الحادث. تأتي هذه الحادثة في وقت حساس، حيث شهدت صفوف الجيش الإسرائيلي مؤخرًا حالات انتحار متزايدة، خاصة بين الجنود الذين شاركوا في الحرب على قطاع غزة، ما يثير تساؤلات حول الدعم النفسي المقدم لهم.
وقالت الناشطة الإسرائيلية في مجال الصحة النفسية، نوعم نوف، إن ما بين 400 و500 إسرائيلي يموتون سنويًا بالانتحار، فيما تصل محاولات الانتحار إلى عشرة أضعاف هذا الرقم أو أكثر، وفق معطيات وزارة الصحة للعام 2020. وأشارت نوف إلى أن حالات الانتحار باتت السبب الثاني للوفاة بين المراهقين داخل إسرائيل، مضيفة أن “عدد المنتحرين في بعض السنوات يفوق عدد الجنود القتلى في الحروب والعمليات العسكرية الكبرى”.
وأكدت نوف أن “وسائل الإعلام العبرية لا تعكس الحجم الحقيقي للظاهرة”، موضحة أن الصورة المتداولة في الصحافة والشبكات الاجتماعية توحي وكأن حالة انتحار واحدة تقع أسبوعيًا، “بينما الواقع أكثر قتامة بكثير”. ويعود سبب الظاهرة إلى عوامل نفسية واجتماعية واقتصادية متشابكة، أبرزها الضغوط الأمنية، والاضطرابات النفسية، وغياب الدعم المجتمعي الكافي، في ظل ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب داخل المجتمع الإسرائيلي بسبب أجواء الحروب.
تشير هذه الحوادث إلى أزمة أعمق في الصحة النفسية داخل الجيش والمجتمع الإسرائيلي، ما يستدعي تقييمًا عاجلًا لسياسات الدعم النفسي والاجتماعي للجنود والمواطنين على حد سواء.


