كتب : دينا كمال
غارات إسرائيلية توقع عشرات الضحايا في غزة.. بينهم 41 بالمدينة
أفاد الدفاع المدني في غزة بأن القوات الإسرائيلية أوقعت عشرات القتلى في مناطق متفرقة من القطاع، الأربعاء، بينما استمر الهجوم على مدينة غزة حيث اضطر مئات الآلاف إلى النزوح.
وأشارت مصادر محلية إلى تسجيل 60 ضحية منذ ساعات الفجر نتيجة الغارات الإسرائيلية، من بينهم 41 في مدينة غزة.
وبدأت إسرائيل حملة برية وجوية واسعة في المدينة، ضمن مسعاها المعلن للسيطرة الكاملة عليها، باعتبارها آخر معاقل حركة حماس، بعد ما يقارب السنتين على اندلاع الحرب التي حوّلت القطاع إلى أنقاض.
وأكد الجيش الإسرائيلي، الأحد، نزوح نحو 550 ألف فلسطيني خلال الأيام الماضية، فيما ذكر الدفاع المدني أن 450 ألفاً فرّوا من مدينة غزة نحو الجنوب منذ نهاية أغسطس.
وتعد غزة أكبر مدن القطاع وأكثرها ازدحاماً، خصوصاً بعد تكدّس أعداد كبيرة من النازحين إليها عقب تدمير بلداتهم في الشمال. وكانت الأمم المتحدة قدّرت عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة في أغسطس الماضي.
وقال ثائر صقر (39 عاماً) إنه اضطر لمغادرة حي الشيخ رضوان مع أسرته متوجهاً جنوباً، مضيفاً: “الدبابات على الطريق الساحلي فتحت النار علينا، فقُتلت أختي”. وأكد أنه عاد إلى مستشفى الشفاء معلناً: “لن أغادر حتى لو قتلونا جميعاً… أنقذونا، كيف نغادر بلا مال أو وسائل نقل أو مأوى؟”.
وأوضح الدفاع المدني أن عدة عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي خلال ليل الثلاثاء-الأربعاء، ركزت أساساً على مدينة غزة، وكذلك على مناطق بين رفح وخان يونس.
وكانت إسرائيل قد شنت في سبتمبر هجوماً برياً مدعوماً من الولايات المتحدة على مدينة غزة، بهدف معلن هو القضاء على حركة حماس.
وفي هذا السياق، أمر الجيش الإسرائيلي السكان بالانتقال إلى ما وصفه بـ”منطقة إنسانية” في مواصي خان يونس جنوباً، قائلاً إنها ستُجهز بالمساعدات والخدمات الطبية والبنية التحتية.
لكن على الرغم من إعلانها منطقة آمنة في بداية الحرب، نفذت إسرائيل ضربات متكررة هناك بدعوى استهداف مقاتلي حماس.
من جانبه، أوضح محمود الدريملي (44 عاماً) الذي نزح من حي الصبرة ليستقر بخيمة في ساحة السرايا غرب المدينة، قائلاً: “شاهدت دبابات تطلق النار عشوائياً… شعرت أن نهايتي اقتربت”. وأضاف أنه رأى الدبابات في أحياء تل الهوا والصبرة وأطراف حي الرمال.
وتزامن هذا التصعيد مع اتهام لجنة تحقيق أممية مستقلة لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” منذ اندلاع الحرب عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، بينما رفضت تل أبيب الاتهامات ووصفت التقرير بأنه “كاذب ومغلوط”.


