كتب : يسرا عبدالعظيم
البورصات الغربية: أوروبا، أمريكا، الصين – صورة السوق في 17 سبتمبر 2025
أسواق المال العالمية شهدت اليوم تحركات متوازنة إلى حد كبير، مع أجواء من الحذر تسيطر على المستثمرين على أعتاب القرار المرتقب من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة. في السياقات الأوروبية والأمريكية، هناك ترقب كبير لتصريحات “باول” ومؤشرات السياسة النقدية القادمة، بينما في الصين بدأ المستثمرون الأجانب يعيدون الثقة في السوق رغم التحديات الاقتصادية.
الولايات المتحدة
مؤشر S&P 500 وNasdaq سجّلا تحركات بسيطة سلبية، بعد أن بلغا مؤشرات قياسية مؤخراً.
المرحلة المقبلة مقرونة بكيفية استجابة الفيدرالي لمؤشرات سوق العمل والإنفاق، خصوصاً أن السوق يتوقع خفضًا لمعدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.00% و4.25%.
الدولار الأمريكي يشهد ضغطًا هبوطيًا أمام العملات الأخرى، خاصة اليورو والجنيه الإسترليني، بينما الذهب ارتفع مع انهيار الدولار جزئيًا.
أوروبا
مؤشر STOXX 600 الأوروبي تأثر سلبًا بالأداء الضعيف لقطاعات التمويل، العقارات، والصناعات.
لكن في تحوّل طفيف، المؤشرات الأوروبية عدّلت مسارها اليوم، حيث ارتفع المؤشر بعد أن سجل انخفاضًا سابقًا، مستندةً للأمل بأن خفض الفائدة من الفيدرالي قد يمنح دفعة للاقتصادات الأوروبية.
الأسهم التكنولوجية الأوروبية وبعض الشركات الكبرى مثل SAP وProsus سجلت مكاسب لافتة في الجلسة، مما يشير إلى أن المستثمرين يفضلون القطاعات المرتبطة بالابتكار كملاذ محتمل في بيئة التشديدات المالية.
الصين وآسيا
السوق الصينية تستعيد بعضًا من جاذبيتها للمستثمرين الأجانب، خصوصًا بفضل التقدّم في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الشرائح الإلكترونية (semiconductors)، بالإضافة إلى إجراءات تخفيفية من الحكومة تعزز الثقة.
مؤشر Shanghai Composite وصل إلى أعلى مستوياته خلال العقد، ومؤشر Hang Seng في هونغ كونغ أيضًا يشهد ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعًا بآمال في انتعاش اقتصادي جزئي وإصلاحات محتملة.
رغم ذلك، تبقى التحديات قائمة: ضعف الطلب المحلي، التراجع في الإنتاج الصناعي، ومخاطر سياسية وتقنية مرتبطة بالقيود على الاستيراد والتكنولوجيا.
مؤشرات ومخاطر يُرَاقِبها المستثمرون
تصريحات جيروم باول بعد القرار الفيدرالي ستكون ذات تأثير كبير؛ المستثمرون يبحثون عن مؤشرات حول السياسة النقدية المقبلة، خاصة هل الخفض سيكون مؤقتًا أم بداية لسلسلة من التسهيلات؟
أسعار النفط والاضطرابات الجيوسياسية، خاصة الأضرار المحتملة في البنية التحتية الروسية جراء الهجمات الأوكرانية، تلقي بظلال على أسواق الطاقة.
قوة الدولار أو ضعفه تؤثر بشكل كبير على الأسواق الناشئة وعلى حركة التدفقات الاستثمارية، وكذلك على الشركات متعددة الجنسيات التي لديها تكاليف أو عائدات بعملات أجنبية.


