كتب : دينا كمال
النظام الغذائي المتوسطي ودوره في تقليل خطر السكري
لا يزال داء السكري من النوع الثاني من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا عالميًا، وترتبط أسبابه الرئيسية بعوامل نمط الحياة مثل سوء التغذية، وقلة النشاط البدني، والتوتر. ومع ذلك، توضح الدراسات أن نوعية الطعام المتناول تمثل عاملاً مهمًا في خفض احتمالية الإصابة. وقد حظي “النظام الغذائي المتوسطي” باهتمام متزايد كخيار غذائي صحي للقلب، مستندًا إلى أنماط الأكل في بلدان البحر الأبيض المتوسط.
ما هو النظام الغذائي المتوسطي؟
النظام المتوسطي لا يعتمد على حساب السعرات الحرارية أو استبعاد مجموعات غذائية معينة، بل يقوم على تناول أطعمة طبيعية غنية بالعناصر المفيدة، مثل:
الفواكه والخضروات
الحبوب الكاملة
البقوليات والمكسرات
زيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون
الأسماك والبروتينات الخالية من الدهون باعتدال
تقليل الأطعمة المصنعة واللحوم الحمراء
ويركز هذا النمط الغذائي على الدهون الصحية والألياف ومضادات الأكسدة، مما يساعد في ضبط مستويات السكر بالدم وتحسين الصحة الأيضية بشكل عام.
هل يفيد النظام المتوسطي ضد السكري؟
تشير الأبحاث إلى أن اتباع هذا النظام يعزز من حساسية الأنسولين، ويقلل الالتهاب، ويدعم فقدان الوزن، وهي عوامل رئيسية في الوقاية من السكري من النوع الثاني. كما أن غناه بالألياف والدهون الصحية يبطئ امتصاص السكر، مما يحقق توازنًا أفضل لمستويات الجلوكوز.
وأظهرت دراسة إسبانية كبرى (PREDIMED) أن الأشخاص الذين اتبعوا النظام المتوسطي، خاصة مع إضافة زيت الزيتون البكر أو المكسرات، كانوا أقل عرضة للإصابة بالسكري من أولئك الذين اتبعوا نظامًا قليل الدهون.
فوائد إضافية للنظام المتوسطي
لا يقتصر دور النظام المتوسطي على تقليل مخاطر السكري فقط، بل يرتبط أيضًا بـ:
خفض احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية
تحسين صحة الجهاز الهضمي
تقليل خطر بعض أنواع السرطان
تعزيز وظائف المخ وتقليل احتمالية الخرف
مما يجعله أسلوب حياة مستدامًا أكثر من كونه نظامًا غذائيًا مؤقتًا.
كيفية البدء بالنظام المتوسطي
الانتقال إلى هذا النمط الغذائي ليس معقدًا، وبعض التغييرات البسيطة قد تحدث فرقًا كبيرًا، مثل:
استبدال الزبدة بزيت الزيتون عند الطهي
اختيار الحبوب الكاملة مثل الشوفان أو الأرز البني أو الكينوا
إضافة الخضروات إلى كل وجبة رئيسية
تناول المكسرات أو الفواكه بدلًا من الوجبات الخفيفة المصنعة
إدراج الأسماك مرتين أسبوعيًا على الأقل
تجنب المشروبات السكرية والحد من اللحوم الحمراء


