كتب : يسرا عبدالعظيم
هلسنكي تسجل عامًا كاملًا بلا وفيات مرورية: نموذج عالمي للمدن الآمنة
في سابقة عالمية لافتة، أعلنت العاصمة الفنلندية هلسنكي عن تحقيقها إنجازًا غير مسبوق يتمثل في مرور عام كامل دون تسجيل أي حالة وفاة مرورية. ويُعد هذا الحدث محطة فارقة في مسيرة المدن التي تسعى لتحقيق أعلى معايير السلامة على الطرق.
كيف وصلت هلسنكي إلى الصفر؟
نجاح هلسنكي لم يكن محض صدفة، بل جاء نتيجة استراتيجية شاملة تضمنت:
اعتماد “رؤية صفر” (Vision Zero): وهي سياسة أوروبية تهدف إلى القضاء على الوفيات والإصابات الخطيرة الناتجة عن حوادث السير.
تطوير البنية التحتية الذكية: مثل تقليص حدود السرعة داخل المدينة إلى 30 كم/ساعة في الأحياء السكنية و40 كم/ساعة في المناطق المركزية.
توسيع شبكات المواصلات العامة: مما قلل اعتماد السكان على السيارات الخاصة.
تطوير ممرات المشاة ومسارات الدراجات: لتشجيع أنماط تنقل أكثر أمانًا وصديقة للبيئة.
الاعتماد على التكنولوجيا: أنظمة مراقبة حديثة، إشارات مرور ذكية، وكاميرات رصد السرعة.
المقارنة العالمية
بينما تسجل دول أوروبية أخرى تقدّمًا ملحوظًا، لا تزال بعض العواصم الكبرى تكافح للحد من أعداد الحوادث. فعلى سبيل المثال:
ألمانيا: تسجل نحو 2.700 وفاة سنويًا على الطرق.
الولايات المتحدة: تجاوز عدد الوفيات المرورية 40 ألف حالة في 2023.
هذا يضع هلسنكي كنموذج عالمي يمكن أن يُحتذى به، ليس فقط في أوروبا بل في مدن العالم النامية التي تعاني من نسب وفيات مرورية مرتفعة.
البعد الإنساني والاقتصادي
النجاح الفنلندي لا يقتصر على الحفاظ على الأرواح فحسب، بل يشمل أيضًا توفير تكاليف اقتصادية هائلة ترتبط عادة بالحوادث (رعاية صحية، تعويضات، خسائر إنتاجية). كما يعزز صورة فنلندا كدولة رائدة في السياسات الحضرية والابتكار الاجتماعي.
الدروس المستفادة عربيًا
يمكن للمدن العربية الاستفادة من تجربة هلسنكي عبر:
تخفيض السرعات في المناطق السكنية.
الاستثمار في النقل الجماعي الحديث.
تطوير تشريعات صارمة للسلامة المرورية.
توعية السائقين والمجتمع بأهمية الالتزام بقوانين المرور.


