كتب : يسرا عبدالعظيم
قافلة المساعدات الأردنية والقطرية إلى السويداء: رسالة تضامن عربية وانتعاش إنساني
في خطوة مفعمة بالإنسانية والتضامن، صوبت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية،اليوم 12سبتمبر بدعم من القوات المسلحة الأردنية، جانبًا من جهودها إلى القطر السوري، فأسلكت طريق الرحمة إلى محافظة السويداء بمشاركة قطرية بمئات الأطقم المخصصة للغذاء والدواء. القافلة جاءتها ردًا طارئًا على نداءات معاناة في مناطق متأثرة بالاشتباكات والأزمة الإنسانية التي اندلعت في يوليو.
تضم القافلة الأردنية 14 شاحنة محمّلة بمواد غذائية رئيسية، بينما ترافقها قافلة قطرية مكونة من 27 شاحنة تحوي مواد غذائية وطبية. وقد جرى التنسيق الكامل مع الحكومة السورية، ليتم دخول المساعدات عبر معبر جابر / نصيب الحدودي، على أن يتم توزيعها لاحقًا عبر الهلال الأحمر السوري. المستهدفون من هذه القافلة هم أبناء السويداء — مدينة وأريافًا — وكذلك مراكز إيواء النازحين في محافظات درعا وريف دمشق، حيث الأوضاع بلغت حافة الطوارئ الإنسانية.
ما يجعل هذه المبادرة محورية هو أنها تأتي في سياق تصاعد المعاناة بعد الاشتباكات الدامية التي شهدتها السويداء بين البدو والدرزية، والتي خلفت دمارًا في الأرواح والممتلكات؛ ونزوحًا داخل البلد، ونقصًا حادًا في الغذاء والخدمات الأساسية. القافلة تعد بمثابة شمعة أمل، تضيء طريق التضامن العربي في أوقات الشدة.
رغم كل الترتيبات، فإن دخول المساعدات لا يخلو من العقبات. من أبرزها:
اللوجستيات: عبور المعابر الحدودية يتطلب تنسيقًا عالي المستوى بين الدول المعنية.
الاستقرار الأمني: المناطق التي كانت تشهد اشتباكات تحتاج إلى تأمين لسلامة القوافل.
التوزيع العادل: ضمان أن تصل المساعدات إلى المستحقين في المدن والأرياف والمناطق النائية دون تمييز.
القافلة المشتركة بين الأردن وقطر تمثل تجسيدًا لنجاح العمل العربي المشترك، وواجهة إنسانية مشرقة في خضم الأزمات. إنها رسالة مفادها أن التضامن لا ينحصر فقط بالكلمات بل بالأفعال، وأن الشعوب العربية ما زالت قادرة على الوقوف جنبًا إلى جنب حين تنادي الإنسانية. مع ترقب وصول المساعدات وتوزيعها، يبقى الأمل في أن تتوالى مثل هذه المبادرات، وتُعزز لتشمل إعادة بناء لائقًا للمتضررين الذين عانوا الصمت لفترات طويلة.


