كارول كين: سيدة الأداء المركب بين الكوميديا والتراجيديا
يسرا عبد العظيم ـ العرب نيوز اللندنية
في مثل هذا اليوم، تحتفل النجمة الأمريكية كارول كين بعيد ميلادها الثالث والسبعين، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، مزجت خلالها بين الأداء الكوميدي الذكي والبصمة التراجيدية العميقة، لتُخلِّد اسمها بين أعظم ممثلات جيلها في السينما والتلفزيون والمسرح.
نشأة مختلفة وموهبة مبكرة
وُلدت كارول كين في 18 يونيو 1952 في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو الأمريكية، ونشأت في بيئة مثقفة، حيث عمل والدها كمهندس معماري، ووالدتها كمدرسة للغة. برز شغفها بالتمثيل منذ طفولتها، وتلقت تدريبها المسرحي في “مدرسة الفنون المسرحية” بمدينة نيويورك، وهي ذات المدرسة التي تخرّج منها العديد من نجوم هوليوود.
البداية السينمائية والانطلاقة الكبرى
بدأت كين مسيرتها المهنية في أواخر الستينيات، إلا أن الانطلاقة الحقيقية جاءت عام 1975 من خلال دورها المؤثر في فيلم “Hester Street”، الذي جسدت فيه شخصية مهاجرة يهودية تحاول التأقلم مع الحياة في نيويورك، وهو الدور الذي رشحها لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية.
لم تتوقف موهبتها عند حدود الأدوار الجادة، بل انتقلت بثقة إلى عالم الكوميديا، لتصبح واحدة من أبرز نجمات المسلسل الشهير “Taxi” في ثمانينيات القرن العشرين، حيث قدمت شخصية “سيمكا غرابوويتز”، الزوجة ذات اللكنة الغريبة، والتي أكسبتها شهرة واسعة وجائزة الإيمي.
وجه سينمائي مميز وصوت مسرحي لا يُنسى
تميّزت كارول كين بقدرتها الفائقة على تجسيد الشخصيات المركبة، حيث يتداخل الضعف الإنساني مع السخرية اللاذعة، مما جعلها خيارًا مثاليًا للمخرجين الذين يبحثون عن عمق خلف ملامح بريئة.
ومن أبرز أعمالها السينمائية:
“The Princess Bride” (1987) بدور الساحرة ماكسين
“Scrooged” (1988)
مشاركتها في سلسلة “The Addams Family”
ودورها اللافت في مسلسل “Unbreakable Kimmy Schmidt” الذي أعاد تقديمها إلى الجيل الجديد.
رمز للاستمرارية وتنوع الأدوار
رغم مرور العقود، لم تغب كين عن الأضواء، بل ظلت قادرة على مواكبة التغييرات في صناعة الترفيه، من خلال مشاركاتها في مسلسلات تلفزيونية حديثة، وأداءات صوتية في أفلام الرسوم المتحركة، فضلًا عن تواجدها المسرحي النشط على خشبات برودواي.
إرث فني باقٍ في الذاكرة
تُعد كارول كين مثالًا نادرًا للفنانة التي جمعت بين الحس الإنساني العميق وروح الفكاهة الذكية، واستطاعت أن تُشكِّل مدرسة خاصة بها في التمثيل، لا تعتمد على الجمال السطحي أو النجومية التجارية، بل على الصدق الفني والبراعة الأدائية.
وفي عامها الثالث والسبعين، لا تزال كين تُمثّل إلهامًا للفنانات الطموحات، وأيقونة في سجل هوليوود الذهبي، شاهدة على حقبة كاملة من التحولات الفنية والاجتماعية.
.
عدد المشاهدات: 1