دول خليجية تبدأ إجلاء رعاياها من إيران مع تصاعد الهجوم الإسرائيلي
نادر الشرفي _ العرب نيوز اللندنية
بدأت عدد من دول مجلس التعاون الخليجي خطوات فعلية لإجلاء رعاياها من إيران، على خلفية تصاعد الضربات العسكرية الإسرائيلية الواسعة التي تستهدف منشآت حيوية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية منذ الجمعة الماضي، وأوقعت مئات القتلى والجرحى، بحسب تقارير إعلامية دولية.
وأكدت الكويت وسلطنة عمان والبحرين، في بيانات رسمية وتصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أنها باشرت تنفيذ خطط طوارئ دبلوماسية وأمنية لتأمين عودة مواطنيها المقيمين في إيران، في ظل ما وصفته بـ”التطورات الخطيرة” على الأرض، وتواصل العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل بدعم أمريكي.
ففي الكويت، دعت وزارة الخارجية مواطنيها في إيران إلى التواصل العاجل مع الوزارة أو سفارة الكويت في طهران عبر أرقام خصصت لهذا الغرض، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي “ضمن خطط الطوارئ الموضوعة لضمان أمنهم وسلامتهم”، و”في إطار الجهود القائمة لتسهيل عودتهم إلى دولة الكويت”.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة الأنباء عن السفير الإيراني لدى الكويت، محمد توتونجي، قوله إن “لا توجد أي مشكلة بشأن الكويتيين الموجودين في إيران”، موضحاً أن عملية عودتهم تجري عبر الحدود البرية باتفاق بين السلطات الكويتية والعراقية.
وفي البحرين، أكد النائب جلال كاظم المحفوظ، في تصريح لصحيفة البلاد المحلية، وجود “تنسيق مشترك بين وزارة الخارجية وسفارة المملكة في العراق” لتسهيل عودة المواطنين البحرينيين المتواجدين في إيران، داعياً إلى “الالتزام بالتعليمات الرسمية وتسجيل البيانات لدى الوزارة لضمان العودة الآمنة”، مشدداً على حرص الحكومة البحرينية على حماية مواطنيها وسط “الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة”.
أما سلطنة عمان، فأعلنت وزارة خارجيتها، أمس الاثنين، نجاح عملية إجلاء مئات المواطنين من الأراضي الإيرانية. وقالت الوزارة في بيان إنها أمنت عودة دفعة من العمانيين إلى البلاد “بالتنسيق مع الجهات المختصة، وسفارة السلطنة في طهران”، مشيرة إلى أن العملية شملت “313 مواطناً تم نقلهم عبر مدينة بندر عباس، إضافة إلى آخرين عبر منفذ الشلامجة الحدودي مع العراق”.
وأعربت الخارجية العُمانية عن “شكرها لكافة الجهات التي أسهمت في إنجاح العملية”، مؤكدة أن الجهود لا تزال مستمرة وعلى مدار الساعة لضمان عودة بقية المواطنين بأمان.
يأتي هذا التحرك الخليجي في وقت تتزايد فيه حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل، مع تصاعد الضربات الجوية والصاروخية التي استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية ومستودعات أسلحة، إضافة إلى اغتيال شخصيات عسكرية وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام غربية.
ولا تزال المخاوف تتصاعد إزاء احتمالات توسع الصراع، ما يهدد الاستقرار في المنطقة، ويزيد من الضغط على العواصم الإقليمية والدولية لتأمين مواطنيها وتفادي تداعيات أمنية أكبر.
عدد المشاهدات: 0