مقتل إسماعيل قاآني في الضربات الإسرائيلية يعيد رسم ملامح المواجهة بين طهران وتل أبيب
محمود حنيش العرب نيوز اللندنيه
في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات، كشفت صحيفة نيويورك تايمز، استنادًا إلى مصدر إيراني، عن مقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، اللواء إسماعيل قاآني، وذلك ضمن الضربات الإسرائيلية المباغتة التي استهدفت منشآت وقادة بارزين داخل إيران فجر الجمعة.
قاآني، الذي تولّى قيادة “فيلق القدس” بعد مقتل قاسم سليماني في ضربة أميركية عام 2020، يُعد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في المشهد الإقليمي، لا سيما في إدارة علاقات إيران مع الجماعات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن. استهدافه يمثّل اختراقًا استخباراتيًا وعسكريًا بالغ الخطورة، ويكشف عن تحول نوعي في قواعد الاشتباك بين إسرائيل وإيران.
الضربات التي نُفذت، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة، أبرزها منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، ومقار قيادية للحرس الثوري في طهران ومدن أخرى. نتنياهو قال إن العملية تهدف إلى “تحجيم التهديد الإيراني الوجودي لإسرائيل”، في إشارة مباشرة إلى طموحات طهران النووية ونفوذها الإقليمي.
اللافت أن قاآني لم يكن الضحية الوحيدة، إذ أفادت تقارير بمقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، ما يشير إلى أن الضربة كانت أكثر من مجرد رسالة؛ بل محاولة جادّة لتفكيك البنية القيادية للأذرع العسكرية الإيرانية.
في ظل هذا التطور، يُطرح تساؤل كبير: كيف سترد إيران؟ فبين وعود المرشد الأعلى برد “مرير ومؤلم”، وبين حسابات الحرب الشاملة، تبدو طهران في وضع دقيق، يُحتّم عليها الموازنة بين الانتقام والحفاظ على الاستقرار الداخلي.
المرحلة القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط في تحديد ملامح المواجهة بين إيران وإسرائيل، بل في إعادة تشكيل معادلة الردع في المنطقة بأكملها.
عدد المشاهدات: 3