الصهيونية العالمية
ضوء بقلم د. أنيسة فخرو
نحيي الشعب البحريني الأصيل الذي وقف وقفة رجل واحد في وجه الظلم والعدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة والضفة، وبالأخص في القدس والخليل، كما نحيي كل من وقف ضد التطبيع، ونقدّر للشعب العربي وعيه الكبير، بكشف كل الأساليب الملتوية للصهيونية من أجل التغلغل إلى مجتمعاتنا باسم الإنسانية والتسامح والأخلاق.
ونحيي كل التجار الوطنيين في البحرين والخليج وكافة الأقطار العربية، الذين وقفوا بشرف ووطنية، رافضين كل أشكال التطبيع، ومتبرئين من ذلك الدنس الصهيوني القبيح.
ونؤكد على ضرورة وجود مؤسسات مقاومة التطبيع في كل الأقطار العربية.
وندين العدوان الصهيوني على إيران وقصف المفاعل النووي، واغتيال العلماء، فمن يحاسب الكيان الصهيوني على امتلاكه آلاف الرؤوس النووية، من يدين السلاح النووي الصهيوني؟
فقط يريدون هم القوة النووية المسيطرة الوحيدة في الشرق بلا منازع وبلا توازن أو ميزان.
من أجل خدمة ااصهيونية ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ.
الكيان الصهيوني يجول ويصول في كل مكان بلا رادع.
فما هي الصهيونية؟ كتسمية ظهرت على يد الكاتب الألماني ناتان بيرنباوم 1890، وقبله كان ديفيد روبين 1501، الذي حثّ اليهود على تأسيس إسرائيل الجديدة، لكن مؤسس الصهيونية هو تيودور هرتزل الذي ترأس جميع المؤتمرات الأولى للصهيونية، من المؤتمر الأول حتى السادس، ومات بعدها.
وفي 1905 عقد المؤتمر السابع الذي وافق على إقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين، ورفض إقامتها في أوغندا بناء على المقترح البريطاني، أو في أي مكان آخر، وجاء بعده بلفور بوعده المشؤوم 1917 ليحقق حلمهم، وينشر كوابيس الدم والخراب بيننا.
المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، عُقد في بازل بسويسرا، وفيه تم إقرار مسمى الصهيونية، وكان هدفه وضع الحجر الأساس لوطن قومي يهودي، وحدد المؤتمر أساليب ثلاثة لتحقيق الهدف، وهي زيادة استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين من مختلف دول العالم (سياسة التسلل)، وتنمية الوعي القومي والهوية اليهودية (سياسة الإثنية الثقافية)، والعمل على الحصول على الموافقة الدولية لتنفيذ المشروع (سياسة الديبلوماسية الاستعمارية).
وفي المؤتمر الثاني في بازل أيضاً 1898، تم التأكيد على ضرورة ترويج النزعة الصهيونية عند اليهود، وصناعة المظلومية بفكرة اضطهاد اليهود ومعاداة السامية، وذلك بعد أن رفض يهود أوروبا آنذاك إقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين.
وفي المؤتمر الثالث 1899، عرض هرتزل خدمات الصهيونية على ألمانيا لكي تتبنى المشروع الصهيوني، وطالب المؤتمر بتأسيس المصرف اليهودي لتمويل الاستيطان، ودعم الحركات الصهيونية في العالم.
وفي المؤتمر الرابع 1900 في لندن، طالب هرتزل الحصول على تأييد بريطانيا لتحقيق أهداف الصهيونية.
وقدم هرتزل طلباً للدولة العثمانية بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين، إلا أن السلطان عبدالحميد الثاني رفض، فحاول هرتزل إغراء السلطان بالمال، فعرض عليه شراء الأراضي الفلسطينية، وأيضاً رفض السلطان رفضًا باتًا.
وفي عام 1917 تم تثبيت أرض فلسطين لإقامة الكيان الصهيوني عليها، بعد رفض الكثير من المقترحات لتأسيس ذلك الكيان على أراض أخرى، مثل كينيا والأرجنتين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.
الصهيونية دومًا تريد أن تثبت أن اليهودية دينها، لكي تضفي عقيدة دينية وأخلاقية على جرائمها، لكن الحقيقة أن لا دين للصهيونية، من يعتقد أن الصهاينة هم يهود فقط خاطئ، لا ليسوا يهوداً، الدين اليهودي بريء من الصهيونية.
الدين اليهودي الصحيح يتمثل في الطوائف اليهودية التي تؤمن بإن احتلال فلسطين حرام، وإن هذا الاحتلال يُعد خطراً ونهاية للدين اليهودي، مثل جماعة يهود متحدون ضد الصهيونية، وجماعة ناطوري كارتا، ومعناها حارس المدينة، وتتواجد هذه الجماعة في أميركا وبريطانيا والقدس، وقد تأسست عام 1935، وتؤمن بإن الدين اليهودي يمنع قيام دولة يهودية، وأقر حاخامها موشيه هيرش، بإن الرئيس الراحل ياسر عرفات هو القائد الشرعي والقانوني لدولة فلسطين، والتي تشمل ما يعرف حالياً باسرائيل، وأصول معظمهم من المجر وليتوانيا، وترفض هذه الطائفة دفع الضرائب للكيان الصهيوني، لأنها لا تعترف به، ولا تقبل لمس أي عملة نقدية تحمل صور وشعارات الصهيونية، ولا يقترب أعضاء هذه الطائفة من حائط البراق، لاعتقادهم بأنه تم تدنيسه من قبل الصهاينة، ويؤكدون أن المستوطنات تعد سبباً رئيسياً في سفك الدماء في فلسطين، وبإن اليهود قبل عصر الصهيونية كانوا يعيشون بسلام في فلسطين مع السكان العرب المسلمين والمسيحين.
نكرر، لا دين للصهيونية، فهناك كثير من المسيحيين، أكثر صهيونية من اليهود، وهناك أيضا العديد من المسلمين، العرب وغير العرب، أكثر صهيونية من الصهاينة، وهناك أيضا قلة من الهندوس والبوذيين من الصهاينة، وهناك ممن لا دين لهم يؤيدون الصهاينة.
ولا عرق للصهاينة، فهناك الصهيوني السامي، والآري، والزنجي، والقوقازي، وفي كل أعراق الأرض التي وصلت إلى أكثر من 170 عرقاً، يوجد صهاينة.
ولا مكان واحد للصهاينة، فهناك الصهيوني الأميركي والأوروبي والأفريقي والآسيوي والأسترالي، فالصهيونية منتشرة في كل قارات العالم.
ولا جنسية للصهيوني، فهناك المتصهين العربي الموجود في كل قطر عربي، وهناك المتصهين الألماني والروسي والنمساوي والمجري، ومن كل دول أوروبا، وهناك المتصهين الأميركي، واللاتيني في كل دول أميركا اللاتينية، كالمكسيك والأرجنتين وغيرهما.
ما يحدث من مجازر وتجويع وإبادة في غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، حتى اللحظة، فضح الكيان الصهيونى وقلل من أعداد المناصرين له،
لكن رغم اختلاف جنسيات الصهاينة وأعراقهم ومعتقداتهم، إلا أن أهدافهم موحدة تتمثل في: خلق كيان صهيوني خالص من جهة، وضمان بقاء هذا الكيان، بإزالة أقطار عربية من على خارطة العالم، والعمل على تقسيمها وتفكيكها من جهة أخرى.
والعمل على بقاء اليد الطولى والقوة المطلقة له في المنطقة.
ومن أجل تحقيق أهدافهم، قام الصهاينة بتأسيس مؤسسة تُعرف بالماسونية العالمية، وقد تلبست بمظهر الإنسانية والإخاء العالمي، لكنها في الحقيقة منظمة عالمية تخدم مصالح الصهيونية في كل مكان في العالم.
وكل من يقف مع الصهيونية هو ضد الإنسانية.
عدد المشاهدات: 130