“الاحتلال يواصل حربه ضد الصحفيين الفلسطينيين.. محاولة لإسكات الحقيقة”
خاص _طارق حمدية _العرب نيوز اللندنية
في الوقت الذي يُفترض أن يكون الصحفيون حماة الحقيقة ورواة المعاناة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه الممنهجة ضدهم في فلسطين، مستهدفاً كل من يحمل قلمًا أو كاميرا لتوثيق جرائمه. فمن استهداف المقرات الصحفية إلى الاعتقالات والقتل المباشر، أصبح الصحفيون الفلسطينيون ضحاياً مزدوجين: ضحايا للاحتلال وضحايا للصمت الدولي.
استهداف منهجي للحقيقة:
لا يقتصر عدوان الاحتلال على القصف العشوائي للمدنيين، بل تعمّد الي تدمير كافة المقرات والمكاتب الصحفية، لضرب أي مصدر إخباري يكشف جرائمه. فالصحفي في فلسطين ليس مجرد مراسل، بل شاهد عيان على مذبحة يومية ترتكب بحق الأبرياء، وهذا ما يجعله هدفاً رئيسياً لقناصة الاحتلال وطائرات الحربية.
أرقام تنزف دماً:
بلغ عدد الصحفيين الشهداء منذ بداية العدوان أكثر من 212 صحفياً، بينما أصيب العشرات، بعضهم فقد أعينهم أو أطرافهم أثناء تغطيتهم للأحداث. والأخطر هو استهداف عائلات الصحفيين، كأن الاحتلال يريد معاقبة كل من يرتبط بهم، كما حدث مع من دُمّرت بيوتهم أو خيامهم في مخيمات اللجوء ومراكز الإيواء .
الاعتقالات والمفقودون:
ثمّة صحفيون واجهوا التعذيب في السجون، وآخرون لا يزال مصيرهم مجهولاً، مثل الصحفي نضال الوحيدي، الذي انقطعت أخباره وفقدت أثاره منذ اليوم الأول للعدوان، فيما ترفض سلطات الاحتلال الكشف عن مكانه أو حالته. أما المعتقلون، فيواجهون محاكمات عسكرية غير عادلة، بتهم جاهزة مثل “نشر الأخبار الكاذبة”، وهي تهمة تُستخدم لقمع أي صوت حر.
نقص المعدات وتكبيل العمل الإعلامي:
بالإضافة إلى الخسائر البشرية، يعاني الصحفيون من شحّ المعدات بسبب الحصار ومنع دخول الكاميرات أو أجهزة البث، بل إن بعضهم يضطر لاستخدام هواتف محمولة بدائية لتوثيق المجازر. ورغم ذلك، يواصلون مهمتهم بقلوب لا تعرف الخوف.
ويُعد استهداف الصحفيين في فلسطين جريمة مزدوجة: جريمة ضد الإنسانية، وجريمة ضد الحقيقة. فكل صحفي يُقتل هو تاريخ يُحرق، وصورة تُطمس. لكن رسالتهم تبقى أقوى من الرصاص: “الحقيقة لن تموت”. وعلى المجتمع الدولي، الذي يتغنى بحرية الإعلام، أن يتحرّك قبل أن يختفي آخر صحفي في فلسطين تحت أنقاض العدوان.
“وإذا كان الصحفيون هم أعين العالم على الظلم، فما الذي يراه العالم الآن وهو يغمض عينيه عن دمائهم؟”
عدد المشاهدات: 2