كلام في الغيبيات
دكتور / كمال الدين النعناعي العرب نيوز اللندنية
منتدي الحروب الفاضلة
الشقيقان حرب وسلام
الغيب عالم من المعاني والمعارف
فيولد المعني من أتجاه معاكس بين فضيلتين
ويتخلق من نقيضين فيعطي للفعل قيمة.يترجمها العقل ..
لذا تسعي البشرية للسلم كأتجاه معاكس للحرب
لكنهما أخوان شقيقان
فالحرب شأن آنساني كريم ومقتلة الشهداء شأن الهي مجيد
كلاهما انبثقا من كلمة الله
وبمجيئ الاسلام بمفاهيم تجعل للحرب معني مثلما
جعلت للسلام معني
فبنيت علي معني العلاقة بين الله والانسان أيا كان العنصر الذي ينتمي اليه هذا الإنسان
فليس صحيحا هي حرب عداء بين انسان وانسان
بل هي حرب بين الله وانسان فليس الإنسان كما الله يصنع
حربا او يصنع سلما كما يشاء فرسالات السماء براء
وليس كما الاسلام في سمو المفاهيم ودقة التوصيف وتحديد القيم
عرف في التاريخ اغارات القوافل و اجتياح الجيوش وهجرات جحافل البشر
فمرجعية الاقتحام كانت ناتجة عن تأكيد الذات الواحدة الشخصية للقائد الفذ
أو الذوات الجمعية العنصرية
لشعوب وأمم لكنها حملت مع حروبها حكمة سامية
تجلت عندما كتب التاريخ واستبان فيما بعد ان الحرب لم تكن قد بنيت علي عداء
انسان وانسان، وإنما بنيت علي عداء الله وانسان
الي أن يخضع لقانون الله جبرا او اختيارا
وما دون ذلك كان عملا من أعمال الشيطان المعني له
وكلما أوقدوا نارا للحرب أطفٱها الله اذا لم تكن ذات معني ولا تحمل كلمة الله
تلك صفحة من التاريخ طويت.. وفي ذات الوقت
تتجدد صفحات مع تسفل الفطرة عند فصيل الي
التسلط والقهروكل ذلك الي زوال
لان الانسان ليس كما الله
ففي معادلة النقائض يفرز الاحتدام في أيام التاريخ الجديد ٱتجاه معاكس يتخلق تلقائيا فيما بين الوجود والعدم
،ومن ثم كل عدوان يعادله نضال مقاوم ينشٱ عفوا عندما
ينزوي عن العدوان معني سام ولا يتآلف مع الكلمة الالهيه
ولا مع الحضور الانساني فيصير بلا معني..
دالة ذلك التحول التاريخي بين نصر وهزيمة وتلك الايام
يداولها الله بين الناس في قوله تعالي
(غلبت الروم في أ دني الأرض
وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين،
لله الأمر من قبل ومن بعد)
بذلك المعيار الالهي يكتسب كل من أطراف الصدام حالتين معاكستين نصر مرة ومرة وهزيمة مرة ومرة،
في زمن مرة في زمن مرة
وفقا لكل حالة حق كان لصالح كل طرف علي حق وذلك علي التوالي دوريا من أجل توليد معني للحرب وبناء قوانين سلام تقترب من
قوانين الله ومشيئته.
فتجعل للحرب معني وليكون لدفع العدوان قيمة تنشأ عن ضرورة قيمية للسلام وضرورة
حياتية مادية ما تلبث ٱن تفضي الي ضرورة روحية
نحو الشهادة.لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين
كفروا هي السفلي
ودائما يفسر التاريخ في مسطراته الاحتدام بمقتلة عظيمة طالما كان المبعث
بعيدا عن السببية السامية
وقد أتفق فلاسفة الأديان السماوية علي أن الانسان جسم وروح ولما كان حياته ينتابها
حرب وسلام ، يظل يعاني الحاجة الي تلبية أحتياجات الأبدان بنشدان السلام،
واحتياجات النفوس والأرواح بنشدان الله والارتقاء الي ملكوت الله زهدا في قلق الارض
فكما ان الاخوان الحياة والموت حق فمظهرهما
الاخوان حرب وسلام حق ومن كان لأحدهما للحرب
او سلام فهو علي حق ما دامت كلمة الله هي العليا
ومن ثم عندما يسمو فكر مقاومة العدوان. الي جوهر الأبدان فتنتج الحس القتالي الباسل علي النحو الذي نعاينه في زماننا هذا فليس من داع للعجب عندما تلامس رضوان الشهادة الروح فتتلقي
النفس أحضان الروح القدس
راضية مرضية ولسان حالهم يقول (ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني
من المكرمين)
ففي النصوص المقدسة دعوة لثبات المقاتلين في قوله تعالي( فان تألمون فانهم يٱلمون كما
تٱلمون…) صدق الله العظيم
ومن ثم تصبح نداءات الانحياز
المعادية للااتجاه المعاكس المقاوم تفتقد الي معني مرموق في الوجود
ولا يزيد عن نفايات
خالية من المعني الذي جاءت به الكتب السماوية الأخوات الثلاث.
فكما حرب وسلام نقائض
فظلم يواجهه حق.. نقائض.
فتستقيم سنة الوجود وتتخلق
مبادئ العدل الصحيح
فاذا ٱستشهد بعضا قلة كانت أو كثرة من الناس
ولم تعد لهم أرادة بدنية وخمدت حواسهم عندئذ تتفاقم
طاقاتهم المجهولة الجوالة فيكتسبون باستشهادهم طاقة
فضفاضة تجلب معرفةطلاقة
جوالة حول العالم الذي فارقوه
( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا من خلفهم)
صدق الله العظيم
وعودة ذي بدء ليس الإنسان كما الله
فاذا أنتهي التاريخ فاذا الذي كان في الوجود قد صار الي عدم
ويصبح المكرمون الشهداء هم حملة المعني والتكريم
أما الذين قتلوهم فتعسا لهم ىولا معني لهم…..
عدد المشاهدات: 25