كتب : دينا كمال
بعد 84 عاماً.. أولى خسائر اليابان في معركة جزيرة ويك
شهد يوم 7 ديسمبر 1941 هجوماً مباغتاً نفذته الطائرات اليابانية على قاعدة بيرل هاربر الأميركية في هاواي، ما أدى إلى توسيع نطاق الحرب العالمية الثانية. وخلال هذا الهجوم قُتل ما يقارب 2400 أميركي، كما تكبدت الولايات المتحدة خسائر كبيرة في السفن والطائرات العسكرية، ليُصنَّف ذلك الهجوم كأعنف استهداف مباشر لأراضيها وقتها. وفي اليوم التالي مباشرة، أعلن الرئيس فرانكلين روزفلت والكونغرس دخول الولايات المتحدة الحرب ضد اليابان.
وبعد هذا التصعيد، ركزت اليابان عملياتها على مواقع أميركية أخرى في المحيط الهادئ، لتبدأ استعداداتها للتقدم نحو جزيرة ويك الواقعة بين هاواي والفلبين.
ومنذ السيطرة الأميركية على هاواي وغوام والفلبين عام 1898 بعد الحرب الأميركية–الإسبانية، وضعت واشنطن خطة للاستحواذ على جزيرة ويك لكونها غير مأهولة وتتمتع بموقع استراتيجي مهم. وكان الهدف استخدامها كنقطة لتمديد كابلات التلغراف وإنشاء محطة للتزود بالفحم تعزز حركة سفنها عبر المحيط.
وفي يوليو 1898، وصل الجنرال فرنسيس غرين مع قوة الاستطلاع الفلبينية إلى الجزيرة ورفع العلم الأميركي هناك. ثم تبع ذلك وصول بوارج أميركية في يناير 1899 لتنفيذ مراسم رسمية أعلن خلالها ضباط البحرية ضم الجزيرة رسمياً للولايات المتحدة.
وبعد نحو أربعة عقود، فقدت أميركا جزيرة ويك عقب أسبوعين فقط من هجوم بيرل هاربر. ففي 11 ديسمبر 1941 تقدمت البحرية اليابانية نحو الجزيرة لانتزاعها وإقامة قاعدة عسكرية عليها. وبعد قصف جوي مكثف دمّر عدداً من الطائرات الأميركية، اقتربت السفن اليابانية من الساحل، لكن القوات الأميركية انتظرت دخولها في مدى المدفعية قبل فتح النار.
وتمكنت القوات الأميركية من إغراق المدمرة اليابانية “هاياتي”، ثم أقلعت الطائرات المتبقية ودمرت المدمرة “كيساراجي”، ما أجبر القوة اليابانية على الانسحاب مؤقتاً.
وبعد أيام من إعادة التنظيم، عادت اليابان بتعزيزات أكبر وبدأت قصفاً ثقيلاً مهّد لإنزال قواتها على الجزيرة. وفي 23 ديسمبر 1941 اضطرت الحامية الأميركية للاستسلام. وأسفرت العملية عن مقتل نحو 800 جندي ياباني وإصابة قرابة 300، فيما حافظت اليابان على سيطرتها على الجزيرة حتى نهاية الحرب، قبل أن تعيدها للأميركيين بعد استسلامها في سبتمبر 1945.


