كتب : دينا كمال
5 مؤشرات مبكرة لمشكلات الكلى لدى مرضى السكري
تؤدي الكليتان دورًا حيويًا في الجسم يوميًا، حيث تعملان على تنقية الدم من الفضلات وتنظيم توازن السوائل دون أن يشعر الإنسان بذلك، إلا أن أي خلل في وظائفهما قد يظهر في صورة أعراض بسيطة يتم تجاهلها، مثل البول الرغوي أو تورم الكاحلين أو الشعور الدائم بالإرهاق.
ويُعد الاكتشاف المبكر لهذه العلامات أمرًا بالغ الأهمية، خاصة أن مرض السكري يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا لتلف الكلى عالميًا، إذ يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إلحاق أضرار تدريجية بوحدات الترشيح الدقيقة داخل الكلى.
أولًا: البول الرغوي.. علامة لا يجب تجاهلها
يُشير ظهور رغوة واضحة ومستمرة في البول غالبًا إلى وجود بروتينات متسربة، وهو ما يُعرف بالبيلة البروتينية، ويُعد مؤشرًا مبكرًا على إجهاد الكلى. وقد أظهرت دراسات طبية أن نسبة من الأشخاص الذين لاحظوا هذه الظاهرة كانوا يعانون من مشكلات حقيقية في وظائف الكلى، خاصة في المراحل المبكرة من المرض المزمن.
كما كشفت أبحاث أخرى أن عددًا من المرضى الذين اشتكوا من البول الرغوي عانوا من ارتفاع مستويات الكرياتينين والفوسفات، وهي عوامل خطورة مرتبطة بتدهور وظائف الكلى، ويزداد هذا الخطر لدى مرضى السكري نتيجة تأثير ارتفاع السكر المزمن على مرشحات الكلى، ما يسمح بتسرب البروتين إلى البول.
ثانيًا: تورم الكاحلين والقدمين
يُعد تورم القدمين أو الكاحلين، خاصة في المساء، من العلامات الشائعة لضعف قدرة الكلى على التخلص من السوائل والأملاح الزائدة. ففي الحالة الطبيعية، تحتفظ الكلى بالبروتين داخل الدم للمساعدة في تنظيم السوائل، لكن عند فقدانه عبر البول، تتجمع السوائل في الأطراف السفلية بفعل الجاذبية.
وتشير دراسات إلى أن هذا النوع من التورم ينتشر بين مرضى القصور الكلوي المزمن، ويرتبط بتراجع الحركة اليومية وزيادة خطر السقوط، كما يُلاحظ بشكل متكرر لدى مرضى السكري بسبب تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى.
ثالثًا: ارتفاع ضغط الدم غير المبرر
يؤدي الارتفاع المفاجئ أو المستمر في ضغط الدم إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية الكلوية، ما يُضعف قدرتها على الترشيح. ومع مرور الوقت، يتسبب عدم السيطرة على ضغط الدم في تلف الوحدات الكلوية الدقيقة، ليصبح عاملًا مباشرًا في تطور الفشل الكلوي.
وتتضاعف الخطورة عند اجتماع ارتفاع ضغط الدم مع مرض السكري، حيث تعمل الحالتان معًا على تسريع تلف الكلى، وقد أظهرت دراسات أن نسبة كبيرة من مرضى السكري المصابين بارتفاع ضغط الدم يعانون من مرض الكلى المزمن، خاصة مع التقدم في العمر وضعف التحكم في مستوى السكر.
رابعًا: كثرة التبول ليلًا
يُعد الاستيقاظ المتكرر للتبول أثناء الليل علامة محتملة على وجود خلل في وظائف الكلى، إذ قد تفشل الكلى في تنظيم السوائل خلال النهار، فتقوم بالتخلص منها أثناء النوم. وترتبط هذه الحالة أيضًا بضعف السيطرة على ضغط الدم، حتى لدى المرضى الذين يتلقون علاجًا منتظمًا.
ويُفاقم مرض السكري هذه المشكلة، حيث يؤدي ارتفاع السكر في الدم إلى سحب السوائل نحو البول، ما يزيد العبء على الكلى ويؤثر على جودة النوم.
خامسًا: السكري هو العامل المشترك
يُعتبر داء السكري السبب الأول عالميًا للإصابة بتلف الكلى، إذ يؤدي اعتلال الكلى السكري إلى معظم الحالات المتقدمة. وتوضح الدراسات أن ارتفاع مستوى السكر التراكمي، إلى جانب عوامل مثل التدخين واتباع نظام غذائي غير صحي، يزيد من احتمالية الإصابة بمرض الكلى المزمن.
ورغم أن عددًا كبيرًا من المرضى قد يحتفظون بوظائف كلوية مقبولة في المراحل الأولى، فإن التلف يحدث تدريجيًا دون أعراض واضحة، إلى أن تظهر علامات مثل الإرهاق، والتورم، واضطرابات النوم، والبول الرغوي.
فحوصات ضرورية للكشف المبكر
عند ملاحظة أي من هذه الأعراض، خاصة لدى مرضى السكري، يُنصح بإجراء فحوصات دورية تشمل تحليل نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول، ومعدل الترشيح الكبيبي المقدر، وتحاليل الدم. كما يُوصى بإجراء هذه الفحوصات سنويًا، مع الالتزام بتغيير نمط الحياة، مثل تقليل الملح، وضبط مستوى السكر التراكمي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والإقلاع عن التدخين.


