كتب : دينا كمال
دراسة تحذر: تجاهل وجبة الإفطار يضر بصحة الشرايين والقلب
أعرب الأطباء عن قلق متزايد بشأن تأثير العادات الصباحية الخاطئة على صحة الشرايين ودورها في انسدادها، مما ينعكس سلبًا على القلب والأوعية الدموية. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن إهمال تناول وجبة الإفطار يُعد من أكثر العادات ضررًا في هذا الصدد.
تُعد وجبة الإفطار من أهم الوجبات اليومية، غير أن ضغوط الحياة جعلت كثيرين يتجاوزونها أو يتناولونها على عجل، وهو ما يسبب أضرارًا متعددة. وتوضح الدراسات أن تخطي الإفطار يؤثر مباشرة في صحة القلب والشرايين.
تأثير تخطي الإفطار على الشرايين
تعمل الشرايين على نقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب إلى باقي الجسم، ومع مرور الوقت قد تضيق بفعل تراكم اللويحات، وهو ما يُعرف بتصلب الشرايين. ويؤدي تجاهل وجبة الإفطار إلى زيادة احتمالات هذه الحالة من خلال سلسلة من التفاعلات داخل الجسم.
فالأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار غالبًا ما يعانون من ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، وارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، وهي عوامل رئيسية تزيد من احتمالات انسداد الشرايين. كما أن الحرمان من الغذاء صباحًا يحفز الجسم على إفراز هرمون الكورتيزول، مما يرفع معدلات الالتهاب، وهو أحد الأسباب المباشرة لتصلب الشرايين.
إضافةً إلى ذلك، فإن من يتجاهلون الإفطار يميلون لاحقًا إلى تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات، ما يفاقم مشكلات الدهون الثلاثية ويزيد الضغط على الجهاز الوعائي.
نتائج الدراسات
أظهرت دراسة PESA التي تابعت أنماط تناول الإفطار أن المشاركين الذين تخطوا وجبة الإفطار (أقل من 5% من السعرات اليومية) كانوا أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين مقارنة بغيرهم. كما بين تقرير نُشر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن من لا يتناولون الإفطار بانتظام ترتفع لديهم مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 87%.
وفي دراسة إسبانية، وُجد أن جدران الشرايين السباتية لدى من يتجاهلون الإفطار تكون أكثر سماكة، وهو مؤشر مبكر لتصلب الشرايين. ويرى الخبراء أن المشكلة لا تتعلق فقط بنوعية الطعام، بل أيضًا بتوقيت تناوله، إذ يتبع الجسم إيقاعًا بيولوجيًا محددًا، وتجاهل الإفطار يخل بهذا النظام، مما يؤدي إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي وزيادة الالتهاب وتخزين الدهون.
صعوبة اكتشاف تصلب الشرايين مبكرًا
تتطور هذه الحالة ببطء على مدار سنوات دون أعراض واضحة، إذ تُفسر العلامات المبكرة مثل التعب أو الدوار على أنها إجهاد طبيعي. ولا يُكتشف المرض إلا بعد ظهور مشكلات خطيرة كآلام الصدر أو النوبات القلبية. وتُعد الفحوص الدموية وقياس الدهون والموجات فوق الصوتية للشريان السباتي من الوسائل الدقيقة للكشف المبكر عن التغيرات الوعائية.
سبل الوقاية
ينصح الأطباء بضرورة تناول وجبة إفطار متوازنة تحتوي على أطعمة غنية بالألياف والدهون الصحية مثل الشوفان والمكسرات والبذور والفواكه والحبوب الكاملة، لما لها من دور في خفض الكوليسترول وحماية جدران الأوعية الدموية. كما يُوصى بالابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمليئة بالسكريات، والحفاظ على الترطيب بشرب كميات كافية من الماء.
ويؤكد الخبراء أن تجاهل الإفطار لا يُعد مجرد عادة بسيطة، بل سلوك يؤثر بعمق على صحة القلب والشرايين، وأن الحفاظ على هذه الوجبة خطوة أساسية لحماية الجسم من أمراض خطيرة وصامتة.


