كتب : دينا كمال
الجلطات الدموية.. خطر صامت يهدد الحياة
تُعد الجلطات الدموية من أكثر الحالات الطبية غموضًا وخطورة، إذ يمكن أن تتكوّن داخل الجسم في صمت دون أن يشعر بها المريض، لكنها قادرة في لحظة واحدة على التسبب في أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو انسداد رئوي قاتل.
ورغم أن عملية التجلط تُعد وسيلة طبيعية لحماية الجسم من النزيف، فإن حدوثها في غير موضعها أو توقيتها الصحيح قد يشكّل خطرًا حقيقيًا على الحياة.
ما هي الجلطات الدموية؟
الجلطة أو التخثر الدموي هي كتلة من الدم تتحول من الحالة السائلة إلى مادة هلامية أو شبه صلبة. وتعد هذه العملية آلية دفاع طبيعية، لكنها تصبح مرضية عندما تتكوّن داخل الأوعية الدموية دون سبب واضح، ما يعيق تدفق الدم إلى الأنسجة أو الأعضاء.
كيف تتكوّن الجلطات داخل الجسم؟
تبدأ عملية التجلط عند تلف بطانة الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تنشيط الصفائح الدموية وعوامل التخثر التي تُكوّن شبكة من الألياف تُسمى “الفيبرين” لإغلاق مكان الإصابة ومنع النزيف.
لكن في بعض الحالات، تتشكل هذه الشبكة دون وجود إصابة حقيقية، نتيجة بطء حركة الدم أو وجود التهابات أو اضطرابات في التجلط، ما يؤدي إلى انسداد جزئي أو كلي في الأوعية الدموية.
وتشير تقارير طبية إلى ثلاثة أسباب رئيسية لحدوث الجلطات:
بطء تدفق الدم بسبب قلة الحركة أو السفر الطويل.
تلف جدار الأوعية الدموية نتيجة التدخين أو ارتفاع ضغط الدم.
زيادة قابلية الدم للتجلط بسبب عوامل وراثية أو أدوية هرمونية مثل حبوب منع الحمل.
أنواع الجلطات وأماكنها في الجسم
تجلط الأوردة العميقة (DVT): الأكثر شيوعًا ويحدث غالبًا في الساقين أو الفخذين.
الانصمام الرئوي: ينتج عن انتقال الجلطة إلى الرئة مسببة انسدادًا في الشريان الرئوي.
الجلطة الشريانية: تتكوّن داخل الشرايين المغذية للقلب أو الدماغ مسببة أزمة قلبية أو سكتة دماغية.
خطورة الجلطات الدموية
الجلطات المتحركة داخل مجرى الدم تمثل الخطر الأكبر، إذ يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو انسداد رئوي قاتل. كما قد تسبب الجلطات المزمنة في الساقين تورمًا وألمًا مستمرًا فيما يعرف بـ”متلازمة ما بعد الجلطة”.
طرق الوقاية من الجلطات
توصي المؤسسات الطبية بعدة إجراءات وقائية بسيطة، أبرزها:
الحركة المنتظمة أثناء الجلوس أو السفر.
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على سيولة الدم.
الامتناع عن التدخين.
متابعة ضغط الدم ومستويات الكوليسترول بانتظام.
الالتزام بالأدوية المميعة للدم عند وصفها من الطبيب.
الجلطات الدموية قد تتكوّن بصمت، لكنها لا تمر دون أثر، فالتوعية بها واكتشافها مبكرًا يمكن أن ينقذا حياة المريض من مضاعفات مميتة.


