كتب : دينا كمال
إغلاق الحكومة الأميركية يمنح “أبل” و”أمازون” مهلة مؤقتة في قضايا الاحتكار
تسعى السلطات الأميركية لإثبات أن شركات التكنولوجيا الكبرى الأربع، وهي “أبل” و”أمازون” و”غوغل” و”ميتا”، انتهكت قوانين مكافحة الاحتكار. لكن الإغلاق الفيدرالي الأخير صبّ في مصلحة شركتين على الأقل: “أبل” و”أمازون”.
تسبّب التوقف الجزئي في أنشطة الحكومة بتجميد القضايا المرفوعة ضد “أبل” و”أمازون” مؤقتًا، بينما استمرت الإجراءات القضائية ضد “غوغل” و”ميتا” دون انقطاع.
تتعلق الدعوى ضد أمازون باتهامات تفضيل منتجاتها الخاصة في متجرها الإلكتروني على حساب المنافسين، فيما تواجه “أبل” اتهامات بإدارة نظامها البيئي بطريقة تقيّد المنافسة وتحتكر السوق، وفقًا لتقارير متخصصة.
كان من المقرر استمرار التحقيقات حتى عام 2027، لكن القضاة وافقوا على تأجيلها إلى حين استئناف التمويل الفيدرالي.
رفض القاضي أميت ميهتا، المشرف على قضية “غوغل” الخاصة بمحرك البحث، طلب الحكومة بتجميد القضية، مشيرًا إلى أن قضايا مكافحة الاحتكار استمرت خلال إغلاق عام 2019، ومؤكدًا أن الهدف هو إتمام المحاكمة قبل تغيّر المشهد التكنولوجي.
تتعلق القضية الحالية ضد “غوغل” بمحاولاتها عقد اتفاقات حصرية تُجبر الشركاء على استخدام محرك بحثها فقط. ومع ذلك، تظل “غوغل” قادرة على دفع مليارات الدولارات لشركتي “أبل” و”سامسونغ” لجعل محرك البحث الخاص بها هو الافتراضي على أجهزتهما.
ومن المقرر عقد جلسة نهائية في 8 أكتوبر حتى لو استمر الإغلاق الحكومي. ويرى خبراء القانون أن قرار القاضي بالمضي قدمًا يعكس رغبته في إغلاق الملف سريعًا قبل تغيّر ظروف السوق، بخلاف حالتي “أبل” و”أمازون” اللتين ما زالتا في مراحل مبكرة من التقاضي.
رفضت المحكمة كذلك طلب وزارة العدل بتجميد الإجراءات في قضية أخرى تخص هيمنة “غوغل” على سوق الإعلانات الرقمية، مؤكدةً أن القضاة يمتلكون صلاحية استمرار المحاكمات رغم الإغلاق.
أعلنت السلطة القضائية الفيدرالية أن المحاكم ستواصل العمل حتى 17 أكتوبر على الأقل، بالاعتماد على رسوم القضايا ومصادر تمويل غير حكومية، مشيرة إلى أنها تمكنت من العمل خلال إغلاق 2018 الذي استمر خمسة أسابيع.
يشير خبراء قانونيون إلى أن القضاة يسعون لتحقيق توازن عادل بين أطراف القضايا أثناء الإغلاق، معتبرين أن مطالبة محامي الحكومة بمواصلة العمل من دون رواتب أمر “غير منصف”، بحسب أستاذة القانون في جامعة فاندربيلت ريبيكا أولينسورث.


