كتب : دينا كمال
مسيرات روسية تقلق أوروبا وألمانيا تتهم موسكو بالاستفزاز
تكررت حالات رصد طائرات مسيرة فوق مطارات ومواقع أوروبية، ما دفع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إلى الدعوة للهدوء وتوجيه أصابع الاتهام إلى موسكو.
وأوضح في تصريحات لصحيفة ألمانية اليوم الأحد أن روسيا تسعى عبر انتهاكاتها للمجال الجوي وطلعات طائراتها المسيرة إلى إثارة القلق وإشعال نقاشات مثيرة للانقسام داخل ألمانيا.
واعتبر أن النهج الروسي يهدف إلى الاستفزاز وإثارة الخوف وإطلاق نقاشات حادة، مضيفًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف ألمانيا جيدًا ويعي ردود فعل الألمان.
وأشار الوزير إلى تفهمه لحالة القلق التي أثارتها هذه الحوادث، موضحًا أن مثل هذا الجدل لم يحدث من قبل، ولهذا من الضروري النظر إلى الوضع بعقلانية وهدوء، حيث لم تشكّل الطائرات المسيرة التي تم رصدها حتى الآن أي تهديد مباشر.
وأكد بيستوريوس أن ألمانيا تحرز تقدمًا في قدراتها على التصدي للطائرات المسيرة، لكنه خفّض التوقعات بشأن دور الجيش في هذا المجال، موضحًا أن الأهم هو امتلاك الشرطة الاتحادية وشرطة الولايات القدرات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات على ارتفاعات معينة.
وأعلنت القوات المسلحة البولندية إرسال طائرات مقاتلة ردًا على الضربات الروسية على الأراضي الأوكرانية، وقالت في بيان عبر منصة “إكس” إن روسيا تشن ضربات على أهداف داخل أوكرانيا، ولضمان سلامة المجال الجوي البولندي شرعت القيادة العملياتية في تنفيذ إجراءات دفاعية، حيث تعمل الطائرات البولندية وحلفاؤها بنشاط في أجواء البلاد، وتم وضع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية والاستطلاع الراداري في حالة تأهب قصوى.
ومنذ 10 سبتمبر الماضي، حلّقت طائرات روسية مسيرة في المجال الجوي البولندي، ما أجبر طائرات الناتو على اعتراضها وإسقاط بعضها، في أول مواجهة مباشرة بين الحلف وموسكو منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير 2022.
وبعد أيام دخلت طائرات حربية روسية المجال الجوي الإستوني، لتتوالى حوادث مشابهة قرب مطارات ومنشآت عسكرية وبنى تحتية حيوية في دول أوروبية عدة.
ودفع ذلك وزراء الدفاع الأوروبيين قبل أيام إلى الموافقة على إنشاء “جدار للمسيّرات” على طول حدودهم، لتحسين رصد وتتبع واعتراض الطائرات المسيرة التي تنتهك المجال الجوي الأوروبي.


