كتب : دينا كمال
3 عوامل شائعة تزيد خطر الوفاة بمرض الكبد الدهني
يُعد الكبد من الأعضاء الحيوية التي تتحمل مسؤولية كبيرة في الجسم، إذ يقوم بتنقية الدم وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي. وتكشف أبحاث حديثة أن هذا العضو قد يتعرض لخطر كبير لا يرتبط دائمًا بالكحول كما يظن البعض، بل يتصل بعوامل صحية شائعة تؤثر في نسبة كبيرة من الناس.
وبحسب دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون على أكثر من 134 ألف شخص على مدى ثلاثة عقود، تبيّن أن هناك ثلاثة عوامل قلبية أيضية تُعد الأخطر في زيادة احتمال الوفاة بسبب مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD).
وتؤكد هذه النتائج أن الكبد، هذا العضو الصامت، يتعرض لتهديد متزايد بفعل أمراض يمكن الوقاية منها. ويُعد اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، وإجراء فحوصات دورية خطوات أساسية للوقاية من هذا الخطر.
ما هو مرض MASLD أو الكبد الدهني؟
يحدث مرض MASLD، أو الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي، نتيجة تراكم الدهون داخل خلايا الكبد دون أن يكون للكحول دور رئيسي في ذلك. وتشهد هذه الحالة انتشارًا متزايدًا عالميًا، ويُعتقد أنها تؤثر على واحد من كل خمسة أشخاص. والأخطر أن نحو 80% من الحالات تبقى دون تشخيص لأن المرض غالبًا لا يُظهر أعراضًا واضحة.
العوامل الثلاثة المرتبطة بالخطر:
1. ارتفاع ضغط الدم: العامل الأكثر خطورة، إذ يزيد احتمال الوفاة بنسبة 40%.
2. مرض السكري من النوع الثاني: مرض مزمن شائع يرتبط بزيادة الخطر بنحو 25%.
3. انخفاض الكوليسترول الجيد (HDL): رغم دوره الوقائي للقلب، فإن انخفاضه يزيد من احتمال الوفاة بنسبة 15%.
وتزداد الخطورة تدريجيًا بوجود أكثر من عامل، حيث يرفع كل عامل إضافي معدل الوفاة بنسبة 15%.
تحذيرات الخبراء:
يشير الأطباء إلى أن أنماط الحياة الحديثة مسؤولة بدرجة كبيرة عن تفاقم هذه الحالة، خصوصًا قلة النشاط البدني، الإفراط في الأطعمة فائقة المعالجة، والإكثار من السكريات والدهون. ويوضح الدكتور ماثيو ديوكويتش أن الاعتقاد السائد بأن السكري هو المسبب الأكبر لمشاكل الكبد لم يعد كافيًا، فالأمر أكثر تعقيدًا ويرتبط بمزيج من العوامل.
خطورة المرض على الشباب:
لم تعد أمراض الكبد حكرًا على كبار السن، بل بدأت تنتشر سريعًا بين الشباب، وهو ما ينذر بكارثة صحية في العقود المقبلة. وتضاعفت معدلات الإصابة بين الأطفال خلال العقدين الماضيين، ما يشير إلى أن المشكلة مرتبطة بأنماط الحياة المبكرة.
حجم المشكلة في الأرقام:
في المملكة المتحدة أكثر من 4.6 مليون مصاب بالسكري، ويُقدَّر أن 14 مليون شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ونحو 850 ألف شخص مصابون بالسكري دون علمهم. وتعكس هذه الأرقام حجم الخطر الذي يهدد الصحة العامة، إذ ترتبط هذه الحالات الثلاث مباشرة بزيادة معدلات الوفيات بين مرضى MASLD.


