كتب : محمود حنيش
اتساع المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل في العالم
شهدت الفترة الأخيرة توسّعًا ملحوظًا في حملات المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل على الصعيد الدولي، في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة وما يسببه من أزمات إنسانية كبيرة، إضافة إلى تصاعد التوترات السياسية في المنطقة.
توسع المقاطعة
دعت العديد من الجامعات والمؤسسات الثقافية حول العالم إلى وقف أي تعاون مع الجهات الإسرائيلية في الفعاليات الأكاديمية والفنية، معتبرة أن المشاركة فيها تشكل غضًّا عن الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في غزة.
وشملت هذه الحملات إلغاء المؤتمرات والندوات المشتركة، وتأجيل الزيارات الأكاديمية، ورفض المشاركة في المبادرات الفنية التي تضم جهات إسرائيلية. وأكدت المؤسسات المشاركة في المقاطعة أن الهدف من هذه الخطوة هو ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية وحماية المدنيين، وضمان التزامها بالقوانين الدولية.
ردود الفعل الدولية
أثارت حملات المقاطعة ردود فعل متباينة على المستوى الدولي. فقد أعربت بعض الجهات الدولية عن قلقها من تأثير المقاطعة على تبادل المعرفة والحوار الثقافي العالمي، معتبرة أن الضغط السياسي يجب أن يتم بطريقة تحفظ المبادرات التعليمية والفنية، دون استهداف الطلاب أو الفنانين الذين قد يكونون ضحايا لهذه السياسات.
من ناحية أخرى، رأت منظمات حقوقية أن المقاطعة تشكل أداة ضغط فعّالة لإظهار التضامن الدولي مع المدنيين المتضررين من النزاع، ولإجبار الأطراف المعنية على الالتزام بالقوانين الإنسانية.
أبعاد القضية
تأتي هذه الحملة في سياق جهود التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، حيث تعتبر المقاطعة جزءًا من آليات الضغط على إسرائيل لإنهاء الأعمال العسكرية وحماية المدنيين. كما تشير التطورات إلى تزايد الاعتماد على الأدوات الثقافية والتعليمية كوسيلة ضغط دبلوماسي عالمي، خصوصًا مع تصاعد الأصوات المطالبة بالعدالة ووقف الانتهاكات.
وتؤكد المؤسسات المشاركة أن الهدف ليس تجميد التبادل الثقافي أو الأكاديمي بالكامل، بل توجيه رسالة واضحة إلى السلطات الإسرائيلية بأن استمرار الانتهاكات سيواجه برفض عالمي للتعاون المباشر معها.
تأثير المقاطعة على المجتمع المدني
تُظهر النتائج الأولية لحملات المقاطعة أن الضغط الدولي بدأ يترك أثرًا ملموسًا على الفعاليات الثقافية والأكاديمية المشتركة، حيث ألغيت أو أُجلت العديد من الندوات والمؤتمرات التي كانت تضم جهات إسرائيلية. كما ساهمت هذه الحملات في رفع مستوى الوعي لدى الرأي العام العالمي حول الأوضاع الإنسانية في غزة وأهمية التضامن المدني والثقافي.
دعوات لإنهاء التصعيد
تزامنًا مع حملات المقاطعة، دعت منظمات دولية ومؤسسات حقوقية إلى حل سياسي عاجل يحمي المدنيين ويقلل من التصعيد العسكري في المنطقة. وأكدت هذه الجهات أن الحوار والحلول السلمية هما الطريق الأمثل لإنهاء النزاع وحماية المدنيين من الأضرار المتزايدة.
تؤكد الأحداث الأخيرة أن المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل تتسع لتصبح أداة ضغط دولية مؤثرة، فيما تستمر الدعوات إلى الحوار السياسي والإنساني العادل لحماية المدنيين الفلسطينيين، ووقف الانتهاكات، وضمان احترام القوانين الدولية. ويبدو أن هذه الحملات ستستمر في التأثير على المشهد الثقافي والأكاديمي العالمي، مع تصاعد الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في فرض المعايير الإنسانية والسياسية على الدول المشاركة في النزاع.


