كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت العاصمة الأميركية تحركاً ملحوظاً من أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي الذين طالبوا بـ«رد فوري وحازم» تجاه ما تقوم به قوات الدعم السريع (RSF) في دارفور وغيرها من المناطق السودانية، في إطار النزاع الدائر في السودان.
الاتجاه الجديد تمثّل في دعوات صادرة من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، وأبرزها من جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي أشار إلى أن ما حصل في مدينة الفاشر في دارفور “ليس مجرد صراع عشوائي، بل حملة ممنهَجة من الدعم السريع لطرد وقصف المدنيين”.
من جانبها، أعلنت الإدارة الأميركية أنها تعتبر أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، الأمر الذي دفعها لفرض عقوبات واستهداف قائدها البارز، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأُدرجت وحدات تابعة لها ضمن قائمة المنظمات الخاضعة للعقوبات.
أسباب التحرك
السيطرة السريعة لقوات الدعم السريع على أراضٍ واسعة في دارفور، وارتكابها ما وصفها شهود بـ«مذابح جماعية» داخل مستشفيات وأحياء مدنية.
تنامي القلق الدولي بسبب الحصار والتجويع والتشريد الذي يطال مئات الآلاف من المدنيين داخل دارفور.
ربط أعضاء في الكونغرس بين هذه الأفعال وبين تصنيفها رسمياً كـ«إبادة جماعية» أو جرائم حرب، ما يفتح الباب أمام تدابير قانونية إضافية.
ما المطلوب؟
يدعو السيناتور ريش وغيره الإدارة الأميركية إلى اتخاذ خطوة تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية أجنبية (FTO) رسمياً، ما يتيح فرض عقوبات أوسع وتجميد أصول وتقييد التمويل والنقل الدولي.
كما يُطلب الضغط على دول خارجية يُعتقد أنها تدعم الدعم السريع بالمال أو السلاح، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة التي نُسبت إليها اتهامات بتقديم مساعدات للقوات.
مخاطر التنفيذ والتداعيات
إعلان التنظيم إرهابياً قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في النزاع داخل السودان، ويستدعي استعداداً من واشنطن ومن شركائها لمنع انتقال الصراع إلى مرحلة أوسع. في المقابل، عدم التحرك بسرعة قد يُفسّر على أنه تقاعس أميركي أمام انتهاكات جماعية مستمرة في دارفور.
تحرك مجلس الشيوخ الأميركي بالشراكة بين الحزبين يعكس تحولاً دبلوماسياً جاداً حيال الأزمة السودانية، وخصوصاً ما تقوم به قوات الدعم السريع. القرار النهائي بتصنيفها كمنظمة إرهابية سيُعدّ نقطة فاصلة في كيفية تعامل واشنطن مع النزاع، وسيُحدّد أيضاً مدى التأثير الأميركي في دفع مسار السلام أو التصعيد داخل السودان.


