كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أفادت مصادر مطلعة في قطاع الطاقة الروسي أن شركة توابسي لتكرير النفط أوقفت صادراتها من الوقود بشكل كامل، بعد تعرض المصفاة التابعة لها في إقليم كراسنودار على ساحل البحر الأسود لهجوم بطائرات مسيّرة أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية للموقع وتوقفه عن العمل مؤقتًا.
وقالت المصادر إن الهجوم، الذي يُعتقد أنه تم بواسطة طائرات بدون طيار بعيدة المدى، استهدف وحدات الإنتاج وخزانات الوقود داخل المصفاة، ما تسبب في انفجارات محدودة وحرائق متفرقة تمت السيطرة عليها لاحقًا من قبل فرق الإطفاء. ولم تُسجل أي إصابات بشرية، لكن الخسائر المادية وُصفت بأنها “كبيرة”.
وبحسب التقارير الأولية، فإن الهجوم أوقف جميع عمليات التكرير والنقل في المنشأة، وأدى إلى تعليق تصدير المشتقات النفطية إلى الخارج حتى انتهاء عمليات التقييم والإصلاح. وتشير التقديرات إلى أن إعادة تشغيل المصفاة قد تستغرق عدة أسابيع نظرًا لحجم الأضرار وتعقيد البنية التشغيلية.
وتُعد مصفاة توابسي من أكبر المنشآت النفطية الروسية على البحر الأسود بطاقة إنتاجية تفوق 12 مليون طن سنويًا، وتعمل على تكرير أنواع متعددة من الوقود، بينها الديزل والنفتا والبنزين الثقيل، ويُعتمد عليها بشكل كبير في تغذية الصادرات الروسية إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
مصدر بقطاع الطاقة أشار إلى أن السلطات الروسية رفعت مستوى التأهب الأمني في جميع المنشآت النفطية الواقعة جنوبي البلاد، خصوصًا في المناطق القريبة من الحدود الأوكرانية، بعد تزايد الهجمات التي تستهدف المصافي ومستودعات الوقود منذ مطلع العام الجاري.
في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من الحكومة الروسية حتى الآن بشأن هوية منفذي الهجوم، غير أن وسائل إعلام روسية رجحت أن تكون طائرات أوكرانية بدون طيار وراء العملية، في إطار تصعيد جديد ضمن الحرب بين موسكو وكييف التي امتدت خلال الأشهر الأخيرة إلى عمق الأراضي الروسية.
ويُتوقع أن ينعكس توقف المصفاة مؤقتًا على أسعار الوقود في الأسواق المحلية الروسية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الروسي ضغوطًا متزايدة بسبب القيود على التصدير والعقوبات الغربية. كما أثارت التطورات قلقًا في أسواق الطاقة العالمية، نظرًا لأهمية الإمدادات الروسية في موازنة الطلب الدولي على النفط ومشتقاته.
ومن المنتظر أن تُصدر وزارة الطاقة الروسية خلال الساعات المقبلة بيانًا رسميًا لتوضيح تفاصيل الحادث والإجراءات المتخذة لإعادة تشغيل المصفاة وضمان استمرار عمليات التوريد داخليًا وخارجيًا.


