كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
اسرائيل – العرب نيوز
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، عزمه الترشح مجددًا لرئاسة الوزراء في الانتخابات العامة المقبلة، مؤكدًا أنه سيواصل “قيادة إسرائيل نحو الأمن والازدهار”، رغم الأزمات السياسية والعسكرية التي تواجهها البلاد منذ اندلاع الحرب على غزة.
وجاء إعلان نتنياهو خلال مقابلة متلفزة مع القناة الإسرائيلية “كان”، حيث قال: “لم أنته بعد، ما زالت أمامي مهام لم تُنجز بعد من أجل مستقبل إسرائيل وشعبها”، مضيفًا أنه سيقود حزب “الليكود” في الانتخابات القادمة بـ”عزيمة أقوى من أي وقت مضى”.
ويأتي هذا الإعلان في وقتٍ تشهد فيه الساحة السياسية الإسرائيلية حالة انقسام حاد، وسط دعوات متزايدة داخل الائتلاف الحاكم لإجراء انتخابات مبكرة، بعد الانتقادات المتصاعدة لأداء الحكومة خلال الحرب على غزة، والملفات القضائية التي تلاحق نتنياهو بتهم الفساد والاحتيال وخيانة الأمانة.
خلفية وتفاعلات داخلية
قرار نتنياهو بالترشح مجددًا لم يكن مفاجئًا لكثير من المراقبين، إذ تؤكد مصادر سياسية إسرائيلية أن الرجل الذي يتولى الحكم منذ أكثر من 15 عامًا يسعى لإعادة ترتيب المشهد السياسي لصالحه، في محاولة لاستعادة السيطرة على اليمين الإسرائيلي المتصدّع، واحتواء المعارضة الداخلية المتنامية داخل حزبه.
وفي أول ردّ فعل على الإعلان، هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد قرار نتنياهو، قائلاً إن “البلاد لا يمكنها تحمل ولاية جديدة تحت حكم رجل يواجه اتهامات جنائية ويقودها نحو عزلة دولية متزايدة”، مضيفًا أن إسرائيل “تحتاج إلى قيادة جديدة قادرة على استعادة الثقة والعلاقات الخارجية التي تدهورت”.
من جانبها، وصفت صحيفة “هآرتس” الخطوة بأنها “مغامرة سياسية محفوفة بالمخاطر”، مشيرة إلى أن استمرار الحرب في غزة والانقسام الداخلي بين المؤسسة الأمنية والسياسية قد يجعلان عودة نتنياهو إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
الحسابات الانتخابية والتحديات المقبلة
يتوقع محللون أن يخوض نتنياهو الانتخابات المقبلة مستندًا إلى قاعدة يمينية محافظة تعتبره “الضامن الوحيد لأمن إسرائيل”، في مقابل كتلة معارضة واسعة تضم أحزاب الوسط واليسار وبعض الأحزاب الدينية المعتدلة.
كما تشير تقديرات مراكز الأبحاث الإسرائيلية إلى أن نتائج الحرب في غزة ستشكل العامل الحاسم في تحديد مصير نتنياهو السياسي، إذ يرى البعض أن أي إخفاق في تحقيق أهداف عسكرية واضحة أو في إعادة الأسرى الإسرائيليين قد يؤدي إلى تآكل شعبيته بشكل كبير.
في المقابل، يرى مؤيدوه أن “استمراره ضروري لتوحيد القيادة في مرحلة حساسة”، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية مع حزب الله وإيران، واستمرار الضغوط الدولية المتعلقة بسلوك الجيش الإسرائيلي في القطاع.
ملامح المرحلة القادمة
وبينما لم تُحدد بعد مواعيد رسمية للانتخابات، يتوقع أن تبدأ الأحزاب الإسرائيلية استعداداتها خلال الأسابيع المقبلة، في ظل مشهد سياسي متقلب وصراع مفتوح على القيادة بين أقطاب اليمين والوسط.
وبهذا الإعلان، يفتح نتنياهو فصلًا جديدًا في مسيرته السياسية الطويلة


