كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
القدس – العرب نيوز
في تصريحات حادة تعكس تصاعد التوتر في المنطقة، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحرب الجارية “لم تنته بعد”، مشددًا على أن “جزءًا من أعدائنا ما زال يبني قدراته العسكرية ويستعد للهجوم علينا”، في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية في غزة وحلفاء إيران في المنطقة.
جاءت تصريحات نتنياهو خلال اجتماع حكومي موسع في القدس، خُصص لبحث التحديات الأمنية في المرحلة المقبلة، حيث أكد أن إسرائيل “تواصل مواجهة تنظيمات مسلحة تمتلك بنية تحتية عسكرية متطورة، وتحظى بدعم وتمويل خارجي يسعى لتهديد أمنها القومي”.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الجيش يستعد لـ”مرحلة جديدة من العمليات”، مؤكدًا أن الحكومة لن تسمح بعودة ما وصفه بـ”الخطر الصاروخي” أو “التهديدات المتصاعدة على الحدود الشمالية والجنوبية”. وأضاف:
> “علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، فعدونا لم ينهار بالكامل بعد، وبعض الجهات الإقليمية تعمل على إعادة تنظيم صفوفها استعدادًا لجولات قادمة.”
وبحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فقد ناقش نتنياهو مع قادة الجيش والاستخبارات خططًا ميدانية لمواصلة عمليات “الاستهداف الوقائي” ضد شخصيات ومواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، بالتوازي مع تعزيز الدفاعات الجوية على الحدود اللبنانية تحسبًا لأي تصعيد مع حزب الله.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل “حققت نجاحات استراتيجية في تدمير البنية التحتية للمنظمات المسلحة”، لكنه اعترف بأن التهديد لم يُمحَ بالكامل، وأن على الجيش “الاستمرار في العمل حتى تحقيق الأهداف الكاملة للعملية”.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب اليقظة السياسية والعسكرية، خاصة في ظل مؤشرات على محاولات أطراف خارجية “استغلال الوضع الإنساني في غزة لتأليب الرأي العام الدولي ضد إسرائيل”، على حد قوله.
من جانب آخر، دعا نتنياهو المجتمع الدولي إلى “الوقوف بحزم ضد من يسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة”، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل التنسيق مع حلفائها لضمان استمرار الضغط على ما سماه “محور الإرهاب”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، مع اتساع دائرة الانتقادات داخل الكنيست بسبب طول أمد الحرب وتداعياتها الاقتصادية والإنسانية. كما تتزامن مع تقارير استخباراتية تتحدث عن محاولات فصائل فلسطينية في غزة إعادة بناء ترسانتها الصاروخية رغم القصف الإسرائيلي المستمر.
وبينما يرى مراقبون أن تصريحات نتنياهو تهدف إلى تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لاستمرار العمليات العسكرية لفترة أطول، يؤكد آخرون أنها تعكس خشية حقيقية داخل المؤسسة الأمنية من جولة تصعيد جديدة قد تشمل أكثر من جبهة في آن واحد، من غزة إلى الجنوب اللبناني وربما حتى الضفة الغربية.
ويبدو أن “نهاية الحرب” التي تحدث عنها نتنياهو قبل أسابيع ما زالت بعيدة المنال، في ظل تعقّد المشهد الميداني والسياسي، واستمرار المؤشرات على صراع مفتوح قد يمتد لمرحلة طويلة من عدم الاستقرار في المنطقة.
عدد المشاهدات: 0


