كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، مقتل القيادي حسين علي طعمة، المسؤول عن الإسناد اللوجستي لدى حزب الله في قطاع قانا بلبنان، في غارة جوية نفّذت منتصف الشهر الجاري.
وجاء في بيان عسكري أن طعمة «نقل وسائل قتالية بغية إعادة بناء قدرات حزب الله في المنطقة، ما شكّل خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».
وتابع البيان أن العملية تهدف إلى «إزالة أي تهديد محتمل ضد إسرائيل».
يأتي هذا التطور في ظلّ ضبط الطرفين لهدنة هشة منذ نهاية نوفمبر 2024، بوساطة أمريكية، بعد حرب أنزلت خسائر كبيرة بكل الاتجاهات.
وتتزامن الضربة مع ضغوط داخلية لبنانية على الجيش اللبناني لتسريع نزع سلاح حزب الله من جنوب لبنان خلال مهلّة ثلاثة أشهر.
ويُعتقد أن الحادث سيثير تصعيداً دبلوماسياً وعسكرياً محتملًا بين إسرائيل وحزب الله، إذ إن المساعي إلى إعادة بناء البنى التحتية العسكرية للحزب في جنوب لبنان كانت محور تصريحات إسرائيلية، التي اعتبرت أن طعمة «عيدٌ للبنى التحتية التي دُمّرت خلال المواجهات السابقة».
من جانبها، لم يصدر حتى اللحظة ردٌّ رسمي من حزب الله حول القضیة، لكن مراقبين يرون أنّ “الاغتيال” يعكس استراتيجية إسرائيلية قائمة على استهداف أسراب الدعم الخلفي للحزب – مثل اللوجستيات, التوريد, التخزين – وليس فقط «المجاهدين الميدانيين».
وفي السياق، تحذّر جهات أمنية لبنانية من أن ما بدا هدوءًا نسبيًا في جنوب البلاد قد ينقلب ساحة مواجهات مفتوحة في حال تم تفعيل ردّ من حزب الله، أو إن ترجم الضغط السياسي في بيروت إلى قوّة ميدانية.
المعطيات تؤكد أن الضربة الموجّهة إلى حسين علي طعمة تضع محطة مهمة في عداد العمليات التي تستهدف «القشرة اللوجستية» للمجموعات المسلحة، وهي بنية غالباً ما يُصعب استهدافها علنًا. ومع ذلك، فإن تغيير المعادلات في منطقة الجنوب اللبناني قد يتطلّب أكثر من انتزاع شخصية لوجستية أساسية، إذ إن «نُسق الضربات» والتوقيت يلعبان دورًا محوريًا في ما يُعرف بـ «حرب الظلّ» بين إسرائيل وحزب الله.


