كتب : دينا كمال
مقتل فتى خلال احتجاج لليهود المتشددين في القدس ضد التجنيد
تحولت مظاهرة ضخمة نظمها اليهود المتشددون في القدس، اليوم الخميس، إلى أعمال عنف أسفرت عن مقتل فتى يبلغ من العمر 15 عامًا، خلال احتجاج واسع ضد مشروع قانون يلزمهم بالخدمة العسكرية.
وأغلقت الحشود، التي قدّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عددها بنحو 200 ألف شخص، المدخل الرئيسي للعاصمة على الطريق السريع رقم (1). وذكرت خدمات الإسعاف أن الفتى سقط من ارتفاع كبير، فيما أعلنت الشرطة فتح تحقيق في الحادث.
ويعدّ ملف إعفاء اليهود المتشددين (الحريديم) من التجنيد أحد أكثر القضايا المثيرة للانقسام في إسرائيل، إذ يرى كثيرون من الإسرائيليين أن إعفاءهم يمثل عبئًا غير عادل يقع على الفئات الأخرى التي تؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية.
وتزايد الجدل خلال العامين الأخيرين مع تصاعد الخسائر البشرية في صفوف الجيش خلال الحروب الممتدة من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن وإيران، ما وضع حكومة بنيامين نتنياهو أمام ضغوط سياسية متصاعدة.
ويؤكد قادة الحريديم أن التفرغ الكامل لدراسة النصوص الدينية أمر جوهري في عقيدتهم، ويحذرون من أن التجنيد قد يبعد شبابهم عن الحياة الدينية.
إلا أن المحكمة العليا كانت قد ألغت الإعفاءات العام الماضي، مطالبة الكنيست بصياغة قانون جديد يحقق التوازن بين احتياجات الجيش ومطالب المتدينين، لكن الخلافات داخل الائتلاف الحاكم حالت دون ذلك.
وأدت الأزمة إلى انسحاب حزبي شاس ويهدوت هتوراه من حكومة نتنياهو، مما زاد من هشاشة ائتلافه، خاصة مع اعتراضات من اليمين المتطرف على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
ويرى محللون أن استمرار الخلاف حول قانون التجنيد قد يفاقم الانقسامات السياسية في إسرائيل مع اقتراب الانتخابات المقبلة، التي تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال خسارة الائتلاف الحاكم فيها.


