كتب : دينا كمال
مقتل شاب في مخيم شاتيلا يهزّ لبنان.. ووالده يطالب بالعدالة
شهد مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، حادثة مأساوية أودت بحياة الشاب إيليو أبو حنّا (25 عامًا)، بعدما تعرضت سيارته لإطلاق نار كثيف أثناء مرورها قرب أحد أحياء المخيم.
وأكد التقرير الطبي أن الضحية أصيب برصاصة اخترقت جسده من الجهة اليمنى إلى اليسرى، في حين وُجدت آثار رصاص على مؤخرة السيارة وسقفها، ما يدل على إطلاق نار مباشر ومتكرر.
وقال والده وليد أبو حنّا إن ابنه قُتل برصاص كثيف من جهة مجهولة، مضيفًا: “من غير المقبول أن يحمل أي طرف السلاح خارج سلطة الدولة، فهي الجهة الوحيدة المخوّلة بضبط الأمن وفرض القانون.”
وأوضح أن إيليو ضلّ طريقه نحو المخيم عن طريق الخطأ أثناء عودته من تناول العشاء في منطقة بدارو، بعد أن تسبب خلل في تطبيق الملاحة (GPS) بانحرافه نحو منطقة الطيونة، ومنها إلى أحد شوارع المخيم.
وأضاف أن ابنه تواصل مع أحد أصدقائه قبل دقائق من الحادث، وأخبره بأنه أنهى وجبته وسيتجه إلى منزله في منطقة النقاش، قبل أن يختفي أثره.
ونفى والد الضحية تمامًا ما تم تداوله بشأن وجود مواد مخدّرة أو كحولية داخل السيارة، مؤكدًا أن نتائج الفحوصات الطبية أثبتت خلوّ جسد ابنه من أي مواد ممنوعة، وأن السيارة كانت تحتوي فقط على متعلقاته الشخصية.
وقال أيضًا إن ابنه كان متدينًا، ومواظبًا على حضور الكنيسة، ويحمل شهادة دراسات عليا في الكيمياء، وكان يستعد للتقدم إلى درجة الدكتوراه. وأضاف: “كل ما يُقال لتشويه سمعته هو محاولة لتبرير الجريمة أو التغطية عليها.”
وشدد على أن عائلته لا تسعى سوى للعدالة، مؤكدًا: “دم ابني ليس تفصيلاً. نطالب الدولة باستعادة هيبتها ووضع حد للسلاح غير الشرعي حتى لا تتكرر هذه المأساة مع آخرين.”
وأشار شهود عيان إلى أن إطلاق النار جرى على مرحلتين، إذ أُطلقت الرصاصات أولاً نحو السيارة، ثم تكرّر إطلاق النار عندما حاول إيليو الفرار، ما أدى إلى إصابته القاتلة.
وقال أحد الشهود إن السيارة توقفت داخل حي فرحات بالمخيم، وكان الشاب داخلها فاقد الحركة، مضيفًا أنهم اضطروا إلى كسر الزجاج الخلفي لمحاولة إنقاذه قبل وصول فرق الدفاع المدني.
وكشف مصدر أمني أن الحاجز المسؤول عن الحادث كان يضم تسعة عناصر بإشراف شخص يُدعى فادي حليمي، مشيرًا إلى أن الرصاص أُطلق من الجهة اليمنى للسيارة، ما يدل على أن مطلق النار كان قريبًا جدًا منها لحظة الهجوم.
وأضاف المصدر أن التحقيقات الأولية لم تُظهر وجود أي أسلحة أو مواد ممنوعة داخل السيارة، موضحًا أن الجهات الأمنية واجهت صعوبة بالتواصل مع القائمين على المخيم بعد الحادثة، وأن الملف أُحيل رسميًا إلى فرع المعلومات لمتابعة التحقيقات تحت إشراف القضاء.
وجاءت هذه الجريمة في وقت تشهد فيه المخيمات الفلسطينية بلبنان حملة لجمع السلاح وتسليمه إلى الجيش اللبناني، ضمن خطة بدأت في أغسطس 2025 لضبط الأمن وتعزيز سيادة الدولة، شملت مخيمات عين الحلوة، البداوي، برج البراجنة وشاتيلا.


