كتب : يسرا عبدالعظيم
مصر تتسلم من روسيا وعاء ضغط المفاعل النووي الأول في محطة الضبعة.. خطوة جديدة نحو تشغيل المشروع
في إنجاز محوري ضمن مسار تنفيذ المشروع الوطني للطاقة النووية السلمية، أعلنت هيئة المحطات النووية المصرية عن وصول وعاء ضغط المفاعل النووي للوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية إلى ميناء الضبعة، قادمًا من روسيا، ليشكّل إحدى أهم المراحل في بناء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر.
وأكدت الهيئة في بيان رسمي أن وعاء المفاعل يُعد من أهم المكونات في المحطة النووية، إذ يحتوي على قلب المفاعل النووي، ويتميز بقدرة استثنائية على تحمل الضغط والحرارة العالية، إلى جانب تصميم يضمن مستويات أمان قصوى تمنع أي تسرب إشعاعي.
تصنيع روسي ومشاركة مصرية في الجودة
تم تصنيع الوعاء في مصنع “إيجورا” التابع لمؤسسة “روساتوم” الروسية، أحد أكبر المصانع المتخصصة في العالم بمجال المفاعلات النووية. ويزن الوعاء أكثر من 330 طنًا، وقد تمت عملية التصنيع بمشاركة خبراء مصريين لضمان الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة الدولية.
رحلة بحرية دقيقة استغرقت 20 يومًا
ووصل الوعاء إلى ميناء الضبعة بعد رحلة بحرية معقدة استغرقت نحو 20 يومًا من ميناء سانت بطرسبورغ الروسي، على متن سفينة شحن متخصصة مجهزة للتعامل مع المعدات الثقيلة وذات الحساسية العالية.
التركيب يبدأ منتصف نوفمبر
قال الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية المصرية، إن الوعاء وصل إلى الرصيف البحري المخصص لاستقبال المعدات العملاقة، مشيرًا إلى أن عمليات التركيب ستبدأ منتصف نوفمبر المقبل، ضمن الجدول الزمني المعد مسبقًا للمشروع بالتعاون مع الجانب الروسي.
تعاون استراتيجي بين القاهرة وموسكو
من جانبه، وصف أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة “أتوم ستروي إكسبورت” الروسية، هذا الحدث بأنه “مرحلة مفصلية” في تاريخ التعاون المصري الروسي، مؤكدًا أن تركيب الوعاء سيكون الإنجاز الأبرز خلال عام 2025، ويمثل خطوة حاسمة نحو تشغيل أول مفاعل نووي في مصر.
ويُعد مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يضم أربع وحدات بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في مصر خلال العقود الأخيرة، إذ يمثل ركيزة أساسية لت diversifying مصادر الطاقة وتحقيق الأمن الكهربائي، فضلًا عن نقل التكنولوجيا النووية وتدريب الكفاءات المصرية في هذا المجال


