كتب : الإعلامية مايا إبراهيم
من قلب بيروت، وتحديدًا من طريق الجديدة، خرج صوتٌ وإيقاعٌ يحملان دفء الشرق ونبضه. محمد جاووش، العازف الموهوب وصاحب الحضور الفني المحبّب، صنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب الناس من خلال إبداعه في عزف الإيقاع والغناء، ليصبح الفن بالنسبة إليه أكثر من مهنة… بل أسلوب حياة.

منذ سبعة عشر عامًا، اختار محمد المغرب وجهةً لمسيرته الفنية، فكانت محطّته الأولى مدينة مراكش التي عاش فيها ثماني سنوات، قبل أن تستقر خطاه في مدينة طنجة، المدينة التي جمعته ببحرها الهادئ وناسها الطيبين. هناك وجد نفسه بين محبّة الجمهور ودفء المكان، فصار الفنّ وطنًا ثانيًا له.
رغم البعد، لم ينقطع محمد عن لبنان، فكان يحرص في كل عام على قضاء شهر رمضان المبارك بين أهله وأحبّته في بيروت، قبل أن يعود بعد العيد إلى المغرب، حاملاً معه الشوق والحنين والإلهام.
يقول محمد إنّ المغرب بلد الفنّ الراقي والإبداع الأصيل، وإنّ تنوّع حضاراته جعله مساحة غنيّة للتعبير والتجديد. أما الشعب المغربي، فقد بادله الحبّ بحبّ، فاحتضن صوته وإيقاعه بحفاوةٍ تعبّر عن ذوقٍ فنيّ راقٍ لا يُشبه إلا المغرب نفسه.
هكذا يمضي محمد جاووش في رحلته بين وطنين، يحمل في قلبه نبض بيروت وفي أنامله سحر المغرب، ليبقى إيقاعه جسرًا جميلًا بين حضارتين وروحين يجمعهما عشق الفنّ.



