كتب : دينا كمال
مجلس السيادة السوداني بعد خسارة الفاشر: ما حدث ليس النهاية
بعد اعتراف قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان بانسحاب القوات من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غرب البلاد، أكد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار أن ما جرى في المدينة يستدعي تكاتف السودانيين في مواجهة المرحلة الحالية.
وأوضح عقار في بيان اليوم الثلاثاء أن الأحداث الأخيرة تدفع الجميع للتفكير بمسؤولية تجاه الوطن، مؤكدًا أن السودان يمر بظروف صعبة لكنها لا تمثل النهاية. وأضاف أنه ملتزم ببذل كل الجهود الممكنة لتجاوز هذه المحنة.
وفي السياق نفسه، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف عن قلقه البالغ من تصاعد العنف في الفاشر، مندّدًا بما وصفه بـ الفظائع وجرائم الحرب التي تتحدث عنها التقارير القادمة من المدينة، مطالبًا بوقف الانتهاكات ضد المدنيين.
كما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن حياة أكثر من 130 ألف طفل في خطر نتيجة العنف المتزايد ونقص الخدمات الأساسية في المدينة.
بدورها، أكدت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان أن الوضع الإنساني في الفاشر مروع، مشددة على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا. وأوضح رئيس البعثة محمد رفعت أن الطرق الوعرة تُستخدم حاليًا لنقل المساعدات إلى النازحين، مشيرًا إلى رصد علامات سوء تغذية واضحة على الفارين من المدينة، وأن الجهود الإغاثية تتركز في منطقة طويلة القريبة.
جاء ذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع يوم الأحد الماضي سيطرتها الكاملة على الفاشر عقب حصار استمر 18 شهرًا، في وقت انتشرت فيه مقاطع مصوّرة تُظهر مسلحين يطلقون النار على مدنيين عزل بعد دخول المدينة.
ويُعد إقليم دارفور معقلاً رئيسيًا لقوات الدعم السريع، التي أنشأت فيه إدارة موازية تدير أغلب مناطقه. وتشير مصادر ميدانية إلى أن كبار قادة الدعم السريع، بينهم محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يقيمون حاليًا في الإقليم.


