كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بروكسل – العرب نيوز
تشهد أوروبا جدلاً واسعاً حول المبادرات الرامية لمواجهة تهديد الطائرات المسيرة، بعد إعلان عدة دول عن اعتماد أنظمة متقدمة تشمل الرادارات وأجهزة التشويش الإلكترونية لتعطيل الطائرات الصغيرة دون طيار، في خطوة تهدف إلى حماية المنشآت الحيوية والمطارات والمدن الكبرى من أي هجمات محتملة.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن هذه المبادرة، التي تشمل تركيب شبكات رصد متقدمة وأنظمة تشويش متطورة، لم تحظ بتوافق كامل بين الدول الأوروبية، حيث تتباين وجهات النظر حول الأثر الأمني والقانوني والاقتصادي لهذه الإجراءات. بعض الدول ترى أنها ضرورية لحماية أمنها الداخلي، في حين يرفضها آخرون بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية والتدخل في المجال الجوي المدني، إضافة إلى التكاليف الباهظة لتنفيذ هذه الأنظمة.
وأشار محللون أمنيون إلى أن استخدام أجهزة التشويش والرادارات المتقدمة يمثل خطوة متقدمة لمواجهة التهديدات الحديثة للطائرات المسيرة، لكنها قد تثير توترات بين الدول، خصوصاً فيما يتعلق بالمعايير القانونية لاستخدامها، وضرورة التنسيق المشترك لتجنب حوادث أو تأثير على الحركة الجوية المدنية والتجارية.
وأكدت مصادر عسكرية أن هناك تخوفات من أن يؤدي الاعتماد على هذه الأنظمة بشكل منفرد إلى خلق فجوات أمنية بين الدول الأوروبية، إذ إن الطائرات المسيرة يمكن أن تتجاوز الحدود بسهولة إذا لم يكن هناك تنسيق شامل. وأشارت إلى أن المبادرة ما زالت في مرحلة النقاش والتقييم، مع وجود تجارب ميدانية محدودة لبعض الدول لتحديد فعاليتها قبل تطبيقها بشكل واسع.
كما لفت الخبراء إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق زيادة استخدام الطائرات المسيرة لأغراض عسكرية وأمنية وحتى تجارية، ما يجعل الحاجة إلى وضع أطر واضحة للتحكم بها أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، لكنها أيضاً تبرز التحديات الكبيرة في التوازن بين الأمن وحماية الحريات المدنية.


