كتب : يسرا عبدالعظيم
مؤتمر القادة العالميين للمرأة في بكين: قراءة عميقة في الأهداف والتحديات
في الفترة من 13 إلى 14 أكتوبر 2025، تستضيف العاصمة الصينية بكين المؤتمر الدولي البارز Global Leaders’ Meeting on Women بالشراكة بين حكومة الصين وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك احتفالًا بالذكرى الثلاثين لمؤتمر المرأة العالمي الرابع الذي عُقد في بكين عام 1995، والذي تبنّى إعلان بكين وبرنامج العمل كخارطة طريق عالمية للحقوق والمساواة بين الجنسين.
الأهداف الرئيسية للمؤتمر
تجديد الالتزام العالمي بإعلان بكين وبرنامج العمل، وتسريع تنفيذ مضايفه على الصعيد الدولي.
تعزيز المساواة بين الجنسين والتنمية الشاملة للمرأة، لا سيّما في جنوب العالم، مع الاهتمام بالقضايا الجديدة التي نبتّت في السنوات الأخيرة مثل التحوّل الرقمي، تغير المناخ، وآثار النزاعات على النساء.
إشراك كبار القادة الدوليين — رؤساء دول، حكومات، برلمانات، منظمات دولية — لإظهار أن قضية المرأة ليست ملفًا ثانويًا، بل جزءًا لا يتجزأ من السياسات العامة والتنمية.
بناء “مجتمع ذو مستقبل مشترك للإنسانية” يضمن أن تُعتبر حقوق المرأة من الأُسس في بناء السلام والسياسة والتنمية.
الحضور والمشاركون
سيشهد المؤتمر حضور شي جين بينغ، رئيس الصين، الذي سيُلقي خطابًا رئيسيًا في افتتاح المؤتمر.
من المتوقع أن يحضر عدد من رؤساء الدول والحكومات، نوّاب رؤساء، وزراء مختصين، وقيادات من المنظمات الدولية.
مشاركة واسعة مُتوقعة من البلدان النامية، خاصة تلك من آسيا وأفريقيا، في إطار التركيز على “الجنوب العالمي” ومسؤولية الدول الكبرى تجاه القضايا المشتركة.
التحديات المطروحة
رغم الزخم السياسي والإعلامي المصاحب للمؤتمر، تبقى هناك تحديات جدية تحتاج إلى معالجة لضمان أن لا يكون الحدث مجرد كلمات وشعارات:
الفجوة بين السياسات والتطبيق: مضى 30 عامًا منذ إعلان بكين، والعديد من الدول لم تُحقق بعد الأهداف المتعلقة بالمساواة، والسياسات كثيرًا ما تتأخر أو تبقى على الورق.
الأزمات العالمية وتأثيرها المُضاعف على النساء: النزاعات، تغير المناخ، الأوبئة الاقتصادية تؤثر بشكل خاص على النساء والفتيات، مما يتطلب تبنّي حلول أكثر مرونة وشمولية.
المساءلة والتمويل: الحقوق تتطلب موارد مالية وتنفيذية؛ لا يكفي أن تُوصَف الأهداف بل يجب أن تُخصّص لها ميزانيات واضحة وآليات مراقبة.
التمثيل الفعلي في مراكز صنع القرار: المشاركة في المؤتمرات مهمة، لكن تمثيل النساء على أرض الواقع في البرلمان، الحكومة، القطاع الخاص، والمؤسسات الدولية لا يزال دون المستوى المطلوب في كثير من الدول.
الأثر المحتمل والمخرجات المتوقعة
من المتوقع أن يُصدر المؤتمر إعلانًا جديدًا أو تقييمًا محدثًا لخطة العمل (Beijing+30) يتضمّن توصيات ملموسة حول التعليم، الصحة، العمل، المشاركة السياسية، والعنف ضد المرأة.
تعزيز التعاون الدولي لتنفيذ المشاريع المتعلقة بتنمية القدرات للمرأة، خاصة في الدول النامية، عبر برامج مشتركة، تمويل من منظمات دولية، وتبادل خبرات.
دفع الدول إلى مراجعة تشريعاتها الداخلية لضمان حقوق المرأة، وحماية التشريعات المنقوصة أو التي تفرض قيودًا موروثة على الحريات والمشاركة.
مؤتمر بكين القادم يمثل فرصة مهمة لإعادة الزخم العالمي لقضية المرأة بعد ثلاثين سنة من إعلان بكين. ليس مجرد احتفال بالإنجازات، لكن اختبارٌ لمدى التزام الدول والمنظمات بتحويل الكلام إلى واقع ملموس. إن نجحت الدول في وضع خارطة طريق تنفيذية واضحة، فسيكون المؤتمر علامة فارقة جديدة في تاريخ الحقوق والمساواة. وإن فشلت، سيبقى الحديث مجرّد شعارات يُعادُ استخدامها في المؤتمرات القادمة.


