كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في تطور مثير لقضية شغلت الرأي العام الفرنسي والعالمي، أعلنت السلطات الأمنية في باريس عن اعتقال شخصين يُشتبه في تورطهما في عملية سرقة نادرة من داخل متحف اللوفر، أحد أشهر المتاحف في العالم، وذلك بعد عملية تعقب استمرت عدة أسابيع وشملت تعاونًا بين وحدات مكافحة الجريمة المنظمة والشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول).
ووفقًا لمصادر قضائية فرنسية، فإن عملية الاعتقال تمت في أحد أحياء العاصمة باريس بعد مداهمة نفذتها قوة خاصة من الشرطة، حيث جرى ضبط المتهمين داخل شقة كانت تستخدم كمخبأ مؤقت، وعُثر بداخلها على عدد من الأدوات والوثائق التي يُعتقد أنها استُخدمت في تنفيذ الجريمة.
وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المشتبه بهما على صلة بشبكة دولية متخصصة في تهريب وبيع القطع الأثرية، ويُعتقد أنهما لعبا دورًا رئيسيًا في التخطيط والتمويل لعملية السرقة التي نُفذت باحترافية عالية، دون ترك آثار واضحة في موقع الحادث داخل المتحف.
من جانبها، أكدت النيابة العامة الفرنسية أن التحقيق لا يزال مستمرًا لكشف هوية باقي المتورطين المحتملين، مشيرة إلى أن السلطات تتعامل مع القضية بأعلى درجات السرية نظرًا لحساسيتها الثقافية والدبلوماسية، خاصة أن بعض القطع المسروقة تحمل قيمة فنية وتاريخية فريدة.
في المقابل، التزم متحف اللوفر الصمت حيال تفاصيل العملية حفاظًا على سرية التحقيقات، مكتفيًا بالإشارة في بيان مقتضب إلى أنه “يتعاون بشكل كامل مع أجهزة الأمن لاستعادة المقتنيات المسروقة وضمان تعزيز الإجراءات الأمنية داخل المتحف”.
وبحسب تقارير غير رسمية، فإن القطع المسروقة تضم لوحات فنية ومجموعة من التحف النادرة التي تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، مما جعل الجريمة تُصنف ضمن أبرز حوادث السرقة الفنية في أوروبا خلال العقد الأخير.
ويُعد هذا الحادث من أخطر التحديات الأمنية التي يواجهها متحف اللوفر منذ عقود، إذ يعكس تنامي نشاط شبكات تهريب الآثار والفن حول العالم، في ظل ارتفاع الطلب على المقتنيات النادرة في الأسواق السوداء.
وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن العمل جارٍ لاستعادة القطع المسروقة في أقرب وقت ممكن، بالتعاون مع الشرطة الأوروبية والإنتربول، مشددة على أن السلطات “لن تتهاون في ملاحقة كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة التي تمس التراث الثقافي الإنساني بأسره”.


